بقلم د/أيمن عيسى
إستشاري إدارة وتنمية الموارد البشرية
يعد العمل في بيئة عمل سامة هو أحد التحديات التي قد يواجهها العديد من العاملين في مختلف المجالات والقطاعات. هذا وتتسم بيئة العمل السامة بالسلبية والتوتر والصراع والتنمر والتمييز والإهمال والضغط الزائد والتواصل السيء والقيادة الفاشلة وغيرها من العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة وسعادة وإنتاجية العاملين .
والسؤال هنا كيف نتأثر بالعمل في بيئة عمل سامة؟
والإجابة للاسف وجود آثار وخيمة على العاملين على المستويين الشخصي والمهني.
فعلى المستوى الشخصي، قد يتعرض العاملون للإجهاد والقلق والاكتئاب والإحباط والغضب والخوف وانخفاض الثقة بالنفس والرضا عن الحياة . كما قد ينعكس ذلك على صحتهم الجسدية والعقلية وعلاقاتهم الاجتماعية والأسرية.
أما على المستوى المهني، قد يشهد العاملون انخفاضًا في أدائهم وإبداعهم وتحفيزهم وولائهم وتطورهم وفرصهم في السوق العملية. كما قد يتعرضون للمضايقات أو الإقصاء أو الفصل أو الاستقالة.
لذلك، يجب على العاملين أن يحذروا من العمل في بيئة عمل سامة، وأن يتخذوا الخطوات اللازمة للحماية منها أو الخروج منها. من بين هذه الخطوات:
- التعرف على علامات ومؤشرات بيئة العمل السامة، مثل الشعور بالعزلة أو الاستغلال أو الظلم أو الخوف أو الاحتقار أو الاستنزاف أو الانزعاج أو الصداع أو الأرق أو الغياب أو الهروب أو الشكوى المستمرة.
- البحث عن الدعم والمساعدة من الزملاء أو الأصدقاء أو الأسرة أو المستشارين أو المحترفين الذين يمكنهم تقديم النصيحة أو الاستماع أو التعبير أو التخفيف أو التدخل أو الإحالة.
- الحفاظ على الصحة والعافية الشخصية من خلال ممارسة الرياضة والتغذية السليمة والنوم الكافي والاسترخاء والتأمل والترويح عن النفس والاهتمام بالهوايات والمهارات والأهداف.
- البحث عن الحلول والبدائل لتحسين بيئة العمل أو تغييرها، مثل التواصل مع المسؤولين أو الزملاء أو العملاء أو الشركاء بشكل بناء ومحترم وصريح ومسؤول وموضوعي ومهني، والتفاوض على الحقوق والواجبات والتوقعات والمكافآت والعقوبات والتقييمات والتغذية الراجعة والتطوير والتدريب والترقيات والانتقالات والاستقالات.
- الاستفادة من الفرص والموارد المتاحة للتعلم والتطور والتحدي والتغيير والتنويع والابتكار والتميز والتأثير في مجال العمل، مثل الدورات والورش والمؤتمرات والمنح والمشاريع والشبكات والشراكات والتطوع والاستشارة والريادة والقيادة.
و في الختام
أود التأكيد على أهمية الوعي بمخاطر العمل في بيئة عمل سامة، وضرورة الاهتمام بالصحة والسعادة والإنتاجية الشخصية والمهنية، والسعي إلى تحقيق التوازن والتناغم والتفاعل والتعاون والتقدم والنجاح في بيئة عمل صحية ومحفزة ومكافئة.
إرسال تعليق