U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==


 


بقلم الكاتبة/ ميرنا أشرف السيد «مرعبة هانم♡».


في الوقت نفسه وفي مكانٍ آخر، تتجه امرأة متشحة بالسواد من رأسها إلى أخمص قدميها، إلى حيث القصر القديم، دخلته في لحظة غَفَت عنها العيون، ولم يُصعب عليها ذلك فلا يقترب كثيرون من القصر، لم تدخله من البوابة الرئيسية بل اتجهت إلى الحديقة الخلفية ودخلته منها، فقد كان هناك باب خشبي قديم بدأ خشبه بالتفكك على إثر مرور الأعوام، كانت تسير بسرعة وبخط مستقيم، لا تهاب الظلام وتعرف طريقها جيدًا، باتجاه القبو أعلنَت المسير وهناك وأمام حائط من حوائطه الأربعة أعطت قدميها إشارة الوقوف، كان هذا الحائط مثل جيرانه الثلاثة لا يختلف عنهم لا بالطول ولا بالعرض.. عدا اختلاف صغير، هو أنه مُغطى بكامله بقطعة قماش عفا عنها الزمن وشَرِب، ولا يُتبيّن لونها الحقيقي من شدة الأتربة التي غطتها، اقتربت منها تلك المرأة وبهدوء مدت يدها وجذبتها لتتضح أمامنا الصورة كاملة، ويظهر ما تم تخبئته بقطعة القماش السميكة تلك، كانت مرآة.. مرآةً كبيرةً بعُرض الحائط تقريبًا، لامعةً ومصقولةً كأنها لم تتأثر بمُضي الزمن من حولها، رفعَت المرأة نظرها إلى أعلى المرآة وقرأت الاسم المكتوب بالإنجليزية وبحروفٍ عريضة، "MORPHEA"، قرأته برهبة وخشوع ورددته ثلاث مرات، فجأة.. أضيء المكان بضوءٍ أحمر ساطع بدا كأنه صادر من المرآة نفسها، لم تشعر المرأة بالخوف أو الذُعر، بل ركعَت على قدميها وأحنت رأسها بخشوعٍ قائلة: أيا سيدتي العظيمة "مورفيا".. ها قد حان الوقت أخيرًا لتتحقق النبوءة التي انتظرناها طويلًا، دمٌ جديد سيدخل القصر بعد أيامٍ ثلاث في ليلةٍ قمرية، أربعة شُبان بتخصصات مختلفة كما تقول النبوءة، "تذكر ما قيل لتعرف ما سيُقال، تذكر ما كان لتعرف ما سيكون، أربعة من الفانين في ليلة يكون بها القمر بدرًا، لهم من التخصصات أربع وإلى المرآة سيأتون، بعد سنة أو بعد مرور قرون هم أبدًا سيأتون، مَن سيظفر بمَن؟! هم مَن سيحددون"، ها قد صدقت النبوءة سيدتي العظيمة، وموعد القدوم بعد ثلاثةِ أيام، حان وقت دخول دمٍ جديد للقصر، ومَن يدري هل يكونوا كسابقيهم وتظفر بهم المرآة أيضًا؟! أم تكون لهم الكلمة الأخيرة ويعودون لعالمهم سالمين؟! سيدتي.. اقترب أوان استضافة القادمين الجُدد أخيرًا، بعد طول انتظار وعلى عالم المرآة أن يستعد، ثم أردفت بعد صمتٍ دام بضع ثوانٍ: أستأذنكِ الآن سيدتي.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة