U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

افتتاح المتحف المصري الكبير - جريدة الهرم المصري نيوز


 



بقلم د/ هند محسن" 

أخصائية علم النفس وارشاد اسري ومعالج نفسي 


 هدية مصر للعالم.. انطلاق نحو الساعه 7 مساء موافق1/11/2025 نوفمبر جديد للحضارة.


شهد العالم اليوم حدثًا استثنائيًا طال انتظاره، هو الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير (GEM)، الذي يمثل تتويجًا لعشرين عامًا من العمل الدؤوب ليصبح أكبر صرح أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة: الحضارة المصرية العريقة. يقف المتحف شامخًا على مساحة تناهز النصف مليون متر مربع، بالقرب من أهرامات الجيزة الخالدة، ليجسد بذلك رؤية مصرية تجمع بين عظمة الماضي وعبقرية الحاضر.


صرحٌ معماريٌ وتقنيٌ لا مثيل له

لا يقتصر المتحف الكبير على كونه مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مدينة ثقافية متكاملة ومؤسسة علمية عالمية. يتميز بتصميمه المعماري الهندسي الفريد الذي يتيح للزوار تجربة بانورامية مذهلة تبدأ من لحظة دخولهم، حيث يستقبلهم تمثال رمسيس الثاني الضخم في البهو العظيم، وصولاً إلى الدرج العظيم الذي يعرض تحفًا ملكية فريدة، ويُفضي مباشرة إلى قاعات العرض الرئيسية.


يتبنى المتحف أحدث التقنيات التفاعلية والوسائط المتعددة ليقدم تجربة عرض متحفي غير مسبوقة، تُحيي التاريخ وتجعله ملموسًا للزائرين من مختلف الأعمار والثقافات. كما أنه يُسجل اسمه كأول متحف "أخضر" في أفريقيا والشرق الأوسط، مما يؤكد التزام مصر بالاستدامة البيئية في مشاريعها القومية.


 كنوز الملك الذهبي.. لأول مرة كاملة

تعتبر قاعة الملك الذهبي توت عنخ آمون هي "درة تاج" المتحف، حيث تحتضن ولأول مرة في التاريخ المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الشاب، والتي تزيد عن 5300 قطعة أثرية. هذه اللحظة التاريخية تتيح للجمهور وعشاق الآثار حول العالم مشاهدة الكنز الأسطوري كاملاً في مكان واحد، بدءًا من القناع الذهبي الشهير وصولاً إلى العجلات الحربية وقطع الأثاث الجنائزي التي لم تُعرض من قبل، في رحلة آسرة تحكي قصة حياة الملك واستعداده لرحلته الأبدية.


إلى جانب كنوز توت عنخ آمون، يضم المتحف روائع أخرى مثل:


مركبا الملك خوفو (مركبا الشمس): اللذان يمثلان أعظم الإنجازات الهندسية القديمة.


المسلة المعلقة: أول مسلة في العالم تُعرض معلقة بالكامل، مما يتيح رؤية نقوش قاعدتها للمرة الأولى منذ آلاف السنين.


 رسالة حضارية عالمية

إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكثر من مجرد إنجاز سياحي واقتصادي؛ إنه رسالة حضارية خالدة من مصر إلى العالم أجمع. يؤكد المتحف مكانة مصر كـ "موطن الحضارة الإنسانية"، ويعزز هويتها الثقافية، ويضعها في قلب المشهد الثقافي العالمي كمزج فريد بين الأصالة والتقدم. ومن المتوقع أن يستقطب المتحف ملايين الزوار سنويًا، ما يجعله قاطرة رئيسية للقطاع السياحي والاقتصاد الوطني.


اليوم، تقف مصر على أعتاب فصل جديد من تاريخها، حيث يعيد المتحف المصري الكبير إحياء الماضي برؤية مستقبلية، ويدعو الجميع لاكتشاف أسرار خمسة آلاف عام من العظمة والإبداع.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة