بقلم الإعلاميه ( رانه مصطفي )
ماذا لو ..استيقظت يوما لتفتح عينيك فتجد لاشئ سوي العتمه الشديده ،فتبحث عن يديك فلا تستطيع رؤيتها ، لا تري سوي ظلمه فقط ،تحاول أن تتحرك داخل منزلك فتجد نفسك تتخبط في الأثاث و تعاني في حفظ خطواتك البطيئه لتتماشي مع نمط الحياه السريعه، تتخبط بينك وبين افكارك لتلوم الدنيا والظروف والقدر لكنه مصيرك وقدرك أن تكون ضعيف البصر محروم من رؤيه مباهج الحياه ،بلا ملامح بلا أمان وحيد في عالم ملئ بالظلمه و الضجه والغوغائيه و التنافس ، ماذا لو فقدت حاسه السمع لديك لتجد نفسك غريق في محيط ملئ بالملايين من الإشارات و الكلمات وانت تحارب لتستطيع فهم و مواكبة ومعرفه ماذا يريد منك هذا أو ذاك ، تقف مكتوف الأيدي مكبل بالأغلال اللامرئيه اللا مسموعه ، والقيود النفسيه والإحراج لعدم مقدرتك التواصل الفوري ومواكبة عصر السرعه والعولمة ، ماذا لو وجدت ابنك الوحيد لديه مشكله جسديه مزمنه او من ذوي الإحتياجات الخاصه او خلل دماغي خطير ولا يستطيع الحياه بطريقه طبيعيه وانك انت مصدر امانه الوحيد و ملجئه، ماذا لو حاولت أن تتحدث فتجد نفسك مختلف لا تستطيع الكلام و لا احد يسمعك سوي صدي صوتك داخل رأسك فقط لأنك ليس لديك قدره الكلام ولا التعبير عن ما يدور بداخلك من مشاعر وأحاسيس و انطباعات ...إلخ ، ماذا لو اردت الذهاب لقضاء حاجتك وهو شئ طبيعي وبسيط ولكنك نظرا لإصابتك بمرض عضال تتألم وتنزف دما وتعاني من العذاب كلما حاولت قضاء حاجتك، ماذا لو حاولت التنفس الطبيعي من شهيق وزفير فإذا بك تعافر و تحاول جاهدا نظرا لإصابتك بمرض ربو أو مرض تنفسي ، فتجد أن في كل شهيق وزفير صعوبه جمه وان هناك جبال من المعاناه و الجهد، وتحمد خالقك لانك استطعت التنفس رشفه هواء بسهوله،،،يا بني ادم تذكر كم انت في نعيم من الخالق ،تذكر أنك طماع تنظر إلي ما في يد غيرك وتنسي ما عندك من نعم وستر و بركه، تذكر أن قوت يومك قد لا يجده غيرك ،و تذكر أن مسكنك البسيط قد يكون منزل أحلام شخص ما ،وتذكر أن ملابسك قد تكون رفاهيه لغيرك ،و تذكر أن سيارتك التي زهدتها و تريد تغييرها هي كنز لغيرك لا يستطيع الحصول عليه ،تذكر أن عملك الذي لا تريد الإستمرار به هو مطمع غيرك لا يستطيع الحصول عليه ،وتذكر إنك يوميا في نعمه جديده من نعم الخالق عندما تعود من الموت الي الحياه وتبدأ يوم جديد بأمال جديده بأحلام جديده بطموحات جديده قد يحسدك عليها سكان القبور ،تذكر كلما نظرت إلى المرآه حسن الخالق وجماله ،تذكر إنك في محيط من النعم وأحمد و اشكر الله علي نعمه العديده التي لا تعد ولا تحصى ،الحمد والشكر والفضل لك يارب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ،،اللهم لا تحرمنا من نعمك وفضلك ....
إرسال تعليق