فِي مَشْهَدٍ مَهِيبٍ، زَادَتْهُ الْأَهْرَامُ فَخَامَةً وَالْمُتْحَفُ الْمِصْرِيُّ الْكَبِيرُ عَظَمَةً، سَطَعَتِ الْمَايِسْتْرُو إيمَانُ جُنَيْدِي، أَوَّلُ قَائِدَةٍ أُورْكِسْتِرَا مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ، لِتَضَعَ بَصْمَةً فَنِّيَّةً أُنْثَوِيَّةً خَالِدَةً فِي حَفْلِ افْتِتَاحِ هَذَا الصَّرْحِ الْحَضَارِيِّ الْعَالَمِيِّ.
لَمْ تَكُنْ مُشَارَكَتُهَا مَجَرَّدَ قِيَادَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ، بَلْ كَانَتْ رِسَالَةً قَوِيَّةً تُؤَكِّدُ مَكَانَةَ الْمَرْأَةِ الْمِصْرِيَّةِ وَقُدْرَتِهَا عَلَى تَحْقِيقِ الْأَحْلَامِ فِي أَصْعَبِ الْمَيَادِينِ.
مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ إِلَى الْعَالَمِيَّةِ بِقِيَادَتِهَا لِأُورْكِسْتِرَا ضَخْمَةٍ ضَمَّتْ أَكْثَرَ مِنْ 125 عَازِفًا وَعَازِفَةً مِنْ مُخْتَلِفِ دُوَلِ الْعَالَمِ، عَزَفَتِ الْمَايِسْتْرُو إيمَانُ جُنَيْدِي مَقْطُوعَةً مُوسِيقِيَّةً عَالَمِيَّةً أَمَامَ حُضُورٍ دَوْلِيٍّ رَفِيعِ الْمُسْتَوَى مِنْ مُلُوكٍ وَرُؤَسَاءَ وَوُفُودٍ، وَفِي الْخَلْفِيَّةِ يَقِفُ شَامِخًا الْمُتْحَفُ الْمِصْرِيُّ الْكَبِيرُ وَتَارِيخُ الْأَهْرَامَاتِ.
وَصَفَتْ جُنَيْدِي هَذِهِ التَجْرِبَةَ بِأَنَّهَا "حَدَثٌ تَارِيخِيٌّ وَعَالَمِيٌّ سَيَبْقَى فِي سِيرَتِهَا الذَّاتِيَّةِ"، مُعْرِبَةً عَنْ فَخْرِهَا وَاعْتِزَازِهَا بِقِيَادَةِ هَذَا الْعَمَلِ الْقَوْمِيِّ الْعَظِيمِ.
رَهْبَةٌ وَفَخْرٌ: كَشَفَتِ الْمَايِسْتْرُو إيمَانُ عَنْ مَزِيجٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالرَّهْبَةِ الَّتِي انْتَابَتْهَا فِي الْبِدَايَةِ، خَاصَّةً وَأَنَّهَا مُتَخَصِّصَةٌ فِي الْمُوسِيقَى الْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ هَذَا الظُّهُورُ بِقِيَادَةِ أُورْكِسْتِرَا عَالَمِيَّةٍ تَعْزِفُ فَنًّا مُوسِيقِيًّا أُوبَرَالِيًّا، لَكِنَّ سُرْعَانَ مَا تَحَوَّلَ الشُّعُورُ إِلَى فَخْرٍ كَبِيرٍ بِالثِّقَةِ الَّتِي مُنِحَتْ لَهَا لِتَمْثِيلِ مِصْرَ فِي هَذَا الْمَحْفَلِ.
خَلْفَ الْأَهْرَامَاتِ: كَانَ الْوُقُوفُ عَلَى تِلْكَ الْمِنْصَةِ، وَخَلْفَهَا الْأَهْرَامُ الشَّاهِقَةُ وَالْمُتْحَفُ الْجَدِيدُ، حُلْمًا لَمْ تُتَخَيِّلْهُ، مَا يَضِيفُ إِلَى التَجْرِبَةِ بُعْدًا اسْتِثْنَائِيًّا لَا يُنْسَى.
رِسَالَةٌ لِلْمَرْأَةِ الْمِصْرِيَّةِ
تُعَدُّ مُشَارَكَةُ إيمَانِ جُنَيْدِي نَمُوذَجًا مُلْهِمًا لِلْمَرْأَةِ الْمِصْرِيَّةِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَالصُّعَيْدِيَّةِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، حَيْثُ تُعْتَبَرُ أَوَّلَ سَيِّدَةٍ تَعْمَلُ كَقَائِدَةٍ أُورْكِسْتِرَا فِي صَعِيدِ مِصْرَ. وَهِيَ بِذَلِكَ تَبْعَثُ رِسَالَةً وَاضِحَةً بِأَنَّ: "الطَّمُوحَ لَا يَتَوَقَّفُ عِنْدَ عُمْرٍ مُعَيَّنٍ، وَأَنَّ الدَّوْلَةَ الْمِصْرِيَّةَ بِقِيَادَتِهَا السِيَاسِيَّةِ تَمْنَحُ الْمَرْأَةَ فُرَصًا غَيْرَ مَسْبُوقَةٍ لِلنَجَاحِ وَالظُهُورِ فِي كَافَّةِ الْمَحَافِلِ."
جَاءَ هَذَا الظُّهُورُ تَتْوِيجًا لِمَسِيرَةٍ فَنِّيَّةٍ طَوِيلَةٍ، تَخَلَّلَتْهَا تَحَدِّيَاتٌ مُجْتَمَعِيَّةٌ، حَيْثُ سَبَقَ وَتَمَّ تَكْرِيمُهَا مِنْ السَّيِّدَةِ انْتِصَارِ السِّيسِي، حَرَمِ رَئِيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ، تَقْدِيرًا لِدَوْرِهَا فِي تَقْدِيمِ الْمَرْأَةِ الْمِصْرِيَّةِ وَكِفَاحِهَا مِنْ خِلَالِ الْمُوسِيقَى.
مُلَخَّصٌ لِحَدَثٍ يَلِيقُ بِمِصْرَ
لَقَدْ كَانَ حَفْلُ افْتِتَاحِ الْمُتْحَفِ الْمِصْرِيِّ الْكَبِيرِ، بِمُشَارَكَةِ الْمَايِسْتْرُو إيمَانِ جُنَيْدِي، دَلِيلًا عَلَى أَنَّ مِصْرَ لَا تَحْتَفِي فَقَطْ بِعِرَاقَةِ مَاضِيهَا، بَلْ تُبْرِزُ أَيْضًا إِبْدَاعَ حَاضِرِهَا وَمُسْتَقْبَلِهَا الْمُشْرِقِ، مُؤَكِّدَةً رِيَادَتَهَا الْحَضَارِيَّةَ وَالثَقَافِيَّةَ لِلْعَالَمِ مِنْ خِلَالِ فُنُونِهَا وَرُمُوزِهَا الْمُتَمَيِّزَةِ.

ظهور قووووى للمرأة المصريه تحياتى للمايستوا ايمان وكل العازفات
ردحذفكلام جميل دكتورة جيهان ونسعد بكل ما خطه قلمك الرائع فى حق مايسترو ايمان جنيدي نفتخر بها ونامني لها التوفيق
حذفكلام جميل دكتورة جيهان وكلنا فخر بما خطه قلمك الرائع فى حق المايسترو ايمان جنيدى نتمني أن نراها فى كل ابداع جميل مره اخرى ومشرف أن شاء الله
ردحذف