U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الدكتورة فريدة شرف تكتب يصبح الصمت وطنا .. عن الشخصيه الإنطوائيه وملامح عالمها الداخلى




بقلم الإعلاميه الدكتوره : فريده شرف # مع فريده .. ربنا يهدى سرك .

هل الشخص الإنطوائى مريض نفسى ؟

" لا أحب الحديث .. ولا أحب الجلوس مع أحد " ، عبارة قد تبدو لوهله غريبه في مجتمع يقدس الثرثره ومنح المتحدثين المكانه الأكبر ، لكنها ليست دوما علامه على الجفاء أو كره للناس .

فخلف هذا الصمت ، قد يسكن عالم داخلى مزدحم بالأفكار ، ملئ بالحساسيه والدقه ، يختار صاحبه أن يعيش بهدوء بعيدا عن ضوضاء الآخرين .

فالشخص الإنطوائى ليس كارها للناس ، بل هو ببساطه يستنزف طاقته في التجمعات ، ويستعيدها في وحدته .

لكن الفرق بين الإنطواء الصحى واضطراب الشخصيه الإنطوائيه ( مرض نفسى ) ، هو أن الأول إختيار وراحه ، أما الثانى قيود وألم .

وتشمل سمات الشخصية الإنطوائيه : 

1- حساسيه عاليه للمحفزات الإجتماعيه .

2- ميل للتفكير العميق قبل التحدث .

3- تجنب المواقف المرهقه نفسيا .

4- تفضيل الراوابط القليله العميقة على العلاقات الكبيره السطحيه .

5- الحاجه للوقت والمسافه لإستعاده الطاقة .

أما في حال تحول الأمر لاضطراب نفسى ، يصبح الشخص :

1- يخشى التفاعل لا يختاره .

2- يخشى النقد والنظرات .

3- يشعر بأن العالم يهاجمه .

4- لا يجيد القدره على تكوين علاقات أو التعبير عن نفسه .

5- يعانى من شعور دائم بعدم الكفايه ، أو عدم الأمان الإجتماعى .

وهنا لا نتحدث عن الهدوء الجميل ، بل عن سجن صامت يحتاج إلى مساعده ، فحين تصبح العزله قيدا لا مهرب منه ، يصبح الحوار عبأ ، والتواصل مرهقا حد الخوف ، هنا يتحول الإنطواء إلى اضطراب نفسى يحتاج إلى فهم ومسانده .

الشخصية الإنطوائيه ، لا تبحث عن الأضواء ، ولا تسعى للإنخراط الدائم ، لكنها قادره على الحب والعطاء والنجاح ، إن حظيت بمساحتها الخاصة .

الشخصيه الإنطوائيه ، هي شخصيه عميقة ، صادقه ، تلاحظ التفاصيل ، وتمنح العلاقات قيمتها الحقيقيه ، وتختار القرب لا بكثره الكلام ، بل بصدق المشاعر .

ليس كل من أختار الصمت هشا .. وليس كل من أبتعد عن الناس باردا ، أحيانا تكون القوه في من لا يحتاج إلى أن يرى ليشعر من حوله بوجوده ، ولا أن يتكلم ليفهمه الناس .

وفى النهايه الإنطواء ليس عيبا ولا ضعفا ، هو طبيعه إنسانيه مختلفه ، تحتاج فقط إلى إحترام حدودها ، وتقدير عقلها ، فبعض الأرواح لا تزدهر في الضوضاء ، بل تنمو في هدوء يشبه الصلاة .

حين تجد الآلم في عزلتك ، و تشعر أنك تعيش في سجن وحيدا داخل الحياه ، فأنت في حاجه إلى علاج نفسى ، للأسف أن اضطراب الشخصية الإنطوائيه ، هو مرض نفسى يسبب الآلم والإذى لصاحبه ، فالنفس تمرض كالبدن وتحتاج إلى علاج ، فإذا طال الآلم والأذى ، فليس في اللجوء إلى إستشارى صحه نفسيه وعلاقات زوجيه ما يدعو للخجل .

# ومع فريده ... رينا يهدى سرك 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة