الإعلامية المغربية نرجس قدا
في يومٍ لا يُنسى في تاريخ المملكة المغربية، اعتمد مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025، القرار رقم 2797، الذي يُعدّ إعلانًا دوليًا حاسمًا بأن الصحراء المغربية جزءٌ لا يتجزأ من أراضي المغرب. إن هذا القرار ليس مجرد وثيقة رسمية، بل هو تأكيدٌ قاطعٌ لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كالحل "الأكثر واقعية وجدوى" للنزاع الذي امتدّ لنصف قرن. لقد حقق المغرب نصرًا ساحقًا يستحقّ الاحتفاء الوطني العظيم!
الخلفية التي جعلت هذا اليوم مميزًا
بدأ النزاع حول الصحراء الغربية (الصحراء المغربية) في السبعينيات، عقب انسحاب إسبانيا، حيث سعى جيش التحرير الشعبي الصحراوي (جبهة البوليساريو)، بدعم من الجزائر، إلى فصل الإقليم. دافع المغرب، تحت قيادة الملك الحسن الثاني ثم محمد السادس، عن حقوقه التاريخية والأرضية، وقدّم مقترح الحكم الذاتي منذ عام 2007. امتدّت السنوات، وكانت الأمم المتحدة تمدّد بعثة "المينورسو" سنويًا دون حلّ نهائيّ، إلا أن الدعم الدوليّ للمغرب ازداد تدريجيًا.
منذ عام 2020، حين اعترفت الولايات المتحدة (في عهد الرئيس ترامب الأول) بسيادة المغرب مقابل التطبيع مع إسرائيل، انضمت دولٌ عديدة إلى هذا الدعم: فرنسا، إسبانيا، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، وأكثر من 100 دولة أعلنت اعترافها بمغربية الصحراء. أما الجزائر، فقد حاولت عرقلة كلّ تقدّم، لكنّها اليوم، كعضو غير دائم في المجلس، فشلت في إيقاف الزخم!
تفاصيل القرار الذي سيغيّر كلّ شيء
القرار الجديد، الذي رشّحته الولايات المتحدة ودعمته 11 دولة (منها الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، اليونان، والصومال)، ينصّ بوضوحٍ على:
- أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الأساس لأيّ تفاوض، دون ذكرٍ لاستفتاء استقلال يطالب به البوليساريو، مما يعني نهاية أحلامهم الانفصالية.
- يدعو المبعوث الشخصيّ ستافان دي ميستورا إلى إجراء مفاوضات مباشرة "دون شروطٍ مسبّقة"، مع التركيز على المقترح المغربيّ.
- يُمدّد بعثة "المينورسو" لسنةٍ كاملة (حتى 31 أكتوبر 2026)، ويطالب باحترام وقف إطلاق النار، مع مراجعة بعد ستّة أشهر إذا لم يحدث تقدّم.
- يُذكر الجزائر والبوليساريو كأطراف، لكن الإطار واضح: السيادة مغربية، والحلّ واقعيّ تحتها.
وفي رسالته إلى الملك محمد السادس في يوليو 2025، أكّد الرئيس ترامب: "تعترف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي كأساسٍ للحلّ العادل." ووصف السفير الأمريكيّ مايك والتز التصويت بأنّه "تاريخيّ"، مشيرًا إلى أنّه "يبني على الزخم لسلامٍ مستحقّ منذ زمنٍ طويل."
امتنعت روسيا والصين وانسحبت الجزائر من التصويت تمامًا – دليلٌ على عزلتها الدبلوماسيّة. في خطابٍ تلفزيونيّ نادر، رحّب الملك محمد السادس بالقرار وقال: "إنّه خطوةٌ تاريخيّة نحو حلٍّ رابحٍ للجميع، وأدعو الجزائر إلى حوارٍ أخويّ صادق." هذا يعني أنّ المغرب جاهزٌ للتنميّة، لا للصراع!
لماذا يُعدّ هذا النصر شديدًا للمغرب؟
-دبلوماسيًّا: أوّل مرّة يعترف فيها المجلس صراحةً بالحكم الذاتيّ كحلٍّ "أنجع"، مما يُغلق الباب أمام المطالب الانفصاليّة. يدعم أكثر من 80% من الدول العربيّة والإفريقيّة المغرب الآن، ووصل عدد الاعترافات بمغربية الصحراء إلى 110 دول.
- اقتصاديًّا: الصحراء غنيّة بالفوسفات (70% من إنتاج المغرب)، وموانئُها مثل الدّاخلة والعيون ستُصبح بوّابةً لإفريقيا. ستزداد الاستثمارات الأجنبيّة، خاصّةً مع الدّعم الأمريكيّ والأوروبيّ.
- سياسيًّا: يُنهي "اللّعبة" للجزائر، التي خسرت حتّى حلفاءَها مثل روسيا. يُثبّت المغرب كقوّة إقليميّة مستقرّة، ويفتح بابَ مصالحة مغاربيّة، كما قال مبعوثُ ترامب ستيف ويتكوف: "حلُّ الصحراء بوّابةٌ لمصالحةٍ أوسع في المنطقة."
- شعبيًّا يحتفل المغاربة في الشّوارع، والملك وعدَ بتوسيع التنميّة في الأقاليم الجنوبيّة – مشاريعُ، وظائفُ، واستقرارٌ لسكّان الصحراء الذين اختاروا المغرب منذ زمن
إنّ هذا القرار لا يعترف فحسب بملكيّة الصحراء للمغرب، بل يُؤكّد أنّ المملكة هي الشّريكُ الطّبيعيّ للاستقرار في شمال إفريقيا. يجب على الجزائر والبوليساريو قبولُ الواقع: الصحراء مغربيّة، والحكم الذّاتيّ طريقُ السلام. انتصر المغرب بالصّبر والدّبلوماسيّة، مفتتحًا صفحةً جديدةً من الازدهار!
شعارنا الله الوطن الملك 🇲🇦

إرسال تعليق