U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

حفظ كيان الأمة ورعاية مصالحها




بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين من عمل بطاعته هداه، ومن توكّل عليه كفاه، ومن أيقن به سدده وجعل الجنة مأواه، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد ينبغي علينا جميعا أيها المسلمون أن يكون لدينا دائما وأبدا حسن الظن بالله، ونعلم جميعا بأن الله تعالي ناصر دينه، وناصر من نصره، وعلينا جميعا بعدم إستعجال النصر العام والشامل، لأننا في الحقيقة إلى الآن لم نحقق أسبابه الشرعية ولا المادية، فإن ذلك من حسن الظن بالنفس، وكما علينا اليقين حيث يحتاج المؤمن في مثل هذه الظروف إلى من يثبته، ويربط على قلبه، وذلك بإحياء المعاني الإيمانية في القلوب، كرسوخ الإيمان بالله رسوخا لا يتبدل ولا يتزعزع، بأن نوقن بأننا على الحق، وأن ديننا غالب، وأن علينا أن نمثل مرحلة من مراحل تحقيق هذا النصر وإن لم ندركه، بل إن قُتلنا في سبيله.


وأخذت أراضينا فهذا خير من أن نلقى الله شاكّين في وعده، وكما علينا أن نعلم أن اليقين هو أعظم الأسباب التي تثبت الإنسان على الحق عند ورود الشبه، كموقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه من رحلة الإسراء والمعراج، أو ورود الشهوات، كموقف كعب بن مالك من رسالة ملك غسان يؤاسيه فيها ،حين هجره النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون وتغيرت عليه المدينة، وكذلك عند ورود المصائب، كموقف أنس بن النضر رضي الله عنه، لما أشيع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، وكما ينبغي علينا أن ندعوا إلي العمل، فليس يجدينا في هذه الأيام ولا قبلها ولا بعدها أن نتداعى بالندب والنياحة والشجب والإستنكار وهجو الأعداء، وإنما يجدينا العمل الدؤوب الذي لا يني على بث الوعي وتصحيح الفكر، وإيقاظ الهمم وتبصير المجتمع بشتى طبقاته.


بعظم الخطر المحدق بالأمة، وتحريضه على كل عمل إيجابي، ويقوم على حفظ كيان الأمة ورعاية مصالحها وحماية حقوقها والذبّ عنها، وذكرت المصادر الكثير عن الحروب وما تصنعة من دمار وخراب في البلدان، وإن الآثار النفسية للحرب غالبا ما تظهر من خلال التعبيرات الثقافية وردود الأفعال الفنية، والمثال على ذلك نشأة حركات فنية إستجابة للحرب العالمية الأولى كوسيلة لمعالجة الصدمات والتغيير المجتمعي الكبير الذي حصل، ومن أمثال ذلك حركة دادا التي إنطلقت في أوروبا للسخرية الفنية من المحرضين على الحرب، وقد عززت هذه الحركة من الميول الشيوعية والإشتراكية ضد الرأسماليين حيث حمّلت أوزار الحرب ونتائجها للبرجوازيين بصفتهم المحرضين الأساسيين على تلك المعارك الدموية غير المسبوقة في التاريخ البشري.


ومن منظور علم الإجتماع، تخلق الحروب هياكل إجتماعية يمكنها إدامة الضرر النفسي عبر الأجيال المتعاقبة، حيث يساهم فقدان أفراد الأسرة والنزوح والإضطرابات الإجتماعية في التحولات، في المعايير والقيم المجتمعية بأُثر الصدمة، مما يخلق بيئة تزدهر فيها الأمراض النفسية جراء الفقد والحرمان، وقد أكد على ذلك عالم النفس الأمريكي روبرت يركس في مؤلفاته بالإشتراك مع عالم النفس الأمريكي جون دودسون، حيث أكد في ما يسمى قانون يركس دودسون، على العلاقة بين الرفاهية النفسية والإستقرار المجتمعي في إشارة إلى أن المجتمع الممزق لا يمكن أن يعزز إلا حلقة من الصراع والضيق النفسي والتوترات والأمراض، مما ينعكس بشكل فوري على سلوكه، فيتحول المجتمع للفوضى والجهل وعدم إحترام القانون، ولا يمكن تفسير عدوانية الصهاينة الآن. 


تجاه شعب فلسطين ومجازرهم في غزة، وقيامهم بعمل إبادة جماعية متعمدة، إلا كرد فعل طبيعي وغريزي على الخوف والقلق الناجم من ذكريات المحرقة الهولوكوست، وليس هذا مبررا للمجازر، ولكن فهما لسياق عملها وإقتناع الغالبية العظمى من الشعب الإسرائيلي بها، بدليل عدم وجود أي إعتراض شعبي واسع عليها، مثلما إعترض الأمريكيون مثلا على حروب فيتنام والعراق والآن في غزة، وحصر مظاهراتهم فقط للإفراج عن الرهائن.

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة