U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

نِسَاءٌ ولَكِنْ - الهرم المصرى نيوز


 


بِقَلَمِ دُكْتُورَةِ دُعَاءِ مُعَاطِي

فِي كُلِّ بَيْتٍ فَتَاةٌ تَجْمَعُ مَا بَيْنَ الرِّقَّةِ وَالحَنَانِ؛ لِأَنَّهَا جِنْسُ اللهِ اللَّطِيفُ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ لِيُكْمِلَ نِصْفَ مُجْتَمَعِهِ، وَبَيْنَ الصَّلَابَةِ وَالقُوَّةِ العَقْلِيَّةِ؛ لِأَنَّ اللهَ خَلَقَهَا - مَعَ نُعُومَتِهَا - لِتُرَبِّيَ نِصْفَ المُجْتَمَعِ القَوِيَّ. أَكْبَرُ الظَّنِّ أَنَّ هَذِهِ المَرْأَةَ هِيَ الَّتِي تَحْمِلُ عِبْءَ المُجْتَمَعِ جَمِيعَهُ؛ تُهَدِّئُ مِنْ رَوْعِ الخَائِفِ، تَحْنُو عَلَى الصَّغِيرِ وَتَعْطِفُ عَلَى الكَبِيرِ. هَذِهِ المَرْأَةُ يَخْنُقُهَا الكُرْهُ وَالغَضَبُ، وَهِيَ تَحْتَاجُ - لِحَمْلِ هَذَا الثِّقْلِ - لِأَبٍ يُعَامِلُهَا كَمَلِكَةٍ وَأُمٍّ تُدَلِّلُهَا فِي سَاعَاتِ العَوَزِ وَتُحِبُّ وَتَعْطِفُ.

يَظَلُّ الأَبُ بِحَنَانِهِ وَحُبِّهِ وَعَطْفِهِ مَرْسُومًا فِي مُخَيِّلَةِ ابْنَتِهِ؛ تَسِيرُ وَفِي قَلْبِهَا أَبٌ أَحَنَّ عَلَيْهَا، عَلَّمَهَا كَيْفَ تَتَعَامَلُ مَعَ البَشَرِ، كَيْفَ تَكُونُ أُنْثَى فِي مَوْضِعِ الرَّاحَةِ وَكَيْفَ تَكُونُ رَجُلًا إِذَا دَعَتِ الظُّرُوفُ لِذَلِكَ. تَظَلُّ هَذِهِ المَرْأَةُ مَنْحُوتًا فِي مُخَيَّلَتِهَا أَبٌ تَبْحَثُ عَنْ مَلَامِحِهِ فِي كُلِّ البَشَرِ، وَدَاخِلَهَا مَخْزُونٌ لِتَتَحَدَّى العَالَمَ. هَذِهِ المَرْأَةُ هِيَ عَائِشَةُ زَوْجَةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ، الَّتِي كَانَتْ دَوْمًا تَبْحَثُ فِي زَوْجِهَا عَنْ حَنَانِ أَبِيهَا أَبِي بَكْرٍ. كُلَّ يَوْمٍ كَانَتْ تَسْأَلُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ حَالُ حُبِّكَ لِي؟ وَلِأَنَّ النَّبِيَّ يَعْلَمُ أَنَّ النِّسَاءَ بِطَبْعِهِنَّ يَحْتَجْنَ إِلَى الحُبِّ وَالحَنَانِ فَيُجِيبُهَا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَاحِكًا لَهَا: كَقُوَّةِ العُقْدَةِ، مُطْمَئِنًا لَهَا أَنَّ مَا تَحْتَاجُهُ بِخَيْرٍ. فَبَاتَتْ كُلَّ يَوْمٍ تَضْحَكُ لِلنَّبِيِّ وَتَقُولُ: فَمَا بَالُ عُقْدَتِكَ اليَوْمَ أَخْبِرْنِي؟

فَالمَرْأَةُ فِي كُلِّ مُجْتَمَعٍ يُمْكِنُهَا أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى صُعُوبَةِ الفَقْرِ وَتَغْنَى، وَصُعُوبَةِ الجَهْلِ وَتَتَعَلَّمَ، وَلَكِنَّهَا لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى صُعُوبَةِ القَسْوَةِ. الفَتَاةُ مُنْذُ صِغَرِهَا هِيَ القَارُورَةُ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ عَنْهَا: اتَّقُوا اللهَ فِي القَوَارِيرِ.

مَا نَشْهَدُهُ اليَوْمَ مِنْ سُوءِ مُعَامَلَةِ النِّسَاءِ وَالتَّفْرِقَةِ بَيْنَ الإِخْوَةِ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ، وَأَنْ تُعِدَّ الأُخْتُ الأُنْثَى لِإِخْوَتِهَا الذُّكُورِ كُلَّ شَيْءٍ، تَرْبِيَةٌ سَيِّئَةٌ تُخَلِّفُ امْرَأَةً كَارِهَةً لِلْمُجْتَمَعِ، لَا تُبْدِعُ كَأُمٍّ وَلَا تُبْدِعُ كَطَبِيبَةٍ. المَرْأَةُ تُرَبَّى كَمَلِكَةٍ مِنْ أَبٍ كَرِيمٍ يُدَلِّلُهَا حِينًا وَيُشْعِرُهَا بِالمَسْؤُولِيَّةِ أَحْيَانًا، فَتَنْشَأُ قَوِيَّةً قَادِرَةً عَلَى مُوَاجَهَةِ كُلِّ شَيْءٍ فِي المُجْتَمَعِ، وَالأَخَصِّ مُوَاجَهَةِ ضَعْفِهَا إِنْ ضَعُفَتْ. صُورَةُ الأَبِ بِدَاخِلِهَا يَجْعَلُهَا لَا تَقْنَعُ إِلَّا بِمَنْ أَعْطَاهَا شُعُورَ الأَبِ وَاحْتِرَامَهُ وَحُبَّهُ وَهَيْبَتَهُ.

الخُلَاصَةُ:

اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَهُنَّ نِصْفُ المُجْتَمَعِ إِنْ لَمْ يَكُنَّ هُنَّ المُجْتَمَعُ أَكْمَلَ. فَمَنْ أَكْرَمَهُنَّ أَكْرَمَ نَفْسَهُ؛ لِأَنَّ المَرْأَةَ هِيَ الوَحِيدَةُ القَادِرَةُ عَلَى أَنْ تَمْنَحَ مَنْ يُكْرِمُهَا السَّعَادَةَ وَتَمْنَحَهُ الحَيَاةَ.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة