بقلم الاعلاميه دكتوره غاده قنديل
في زمنٍ تتغيّر فيه الأدوار وتتبدّل فيه المعاني، أصبحت العلاقة بين الرجل والمرأة موضوعًا يستحق إعادة نظر عميقة.
فقد كانت القِوامة في الأصل تشريفًا وتكليفًا للرجل، لا سيطرةً ولا استعلاءً، بل مسؤولية قائمة على الرحمة والرعاية والعدل، كما قال الله تعالى:
> “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ”
أي قائمون على شؤونهن، مسؤولون عن حمايتهن ورعايتهن ماديًا ومعنويًا.
لكن حين تغيّر الواقع، تغيّر شكل القِوامة أيضًا.
المرأة اليوم… جبلٌ من الصبر والعطاء
لم تعد المرأة اليوم كما كانت بالأمس؛ فهي تعمل وتُنفق وتربّي وتساند، وتتحمّل أعباء الحياة بكل ما فيها من ضغوط.
في كثير من البيوت، أصبحت المرأة العمود الحقيقي للأسرة، تتحمّل مسئولية مضاعفة: أمًّا وأبًا في آنٍ واحد.
وهنا يبرز السؤال:
هل تراجَع بعض الرجال عن دورهم؟ أم أن الحياة دفعت المرأة قسرًا إلى هذا الموقف؟
الرجل بين المفهوم والدور
القوامة لا تعني التحكم أو التسلط، بل القيادة بالرحمة والحكمة.
فالقائد الحقيقي هو من يحتضن أسرته، يحميها، ويدعمها نفسيًا ومعنويًا.
أما من ترك زوجته تواجه الأعباء وحدها بحجة “الظروف” أو “الزمن الصعب”، فقد نسي أن القوامة ليست لقبًا يُقال، بل واجبًا يُؤدى.
التوازن سرّ الحياة
القِوامة لا تُسقَط، لكنها تحتاج إلى إعادة فهم.
فالرجل قوامٌ بالعقل والعدل، والمرأة شريكةٌ بالعطاء والتوازن.
البيت الناجح ليس فيه غالبٌ ومغلوب، بل فيه اثنان يتحمّلان معًا، كلٌّ بما يستطيع، حتى لا تتحول الحياة إلى صراع بين "من أقوى" و"من يصمد أكثر".
كلمة أخيرة
إذا كانت المرأة اليوم قد أصبحت جبلًا من المسئوليات، فليس ضعفًا في الرجل كجنس، بل خللاً في المفهوم الاجتماعي الذي غيّب روح التعاون والتكامل.
القِوامة لا تُلغى… لكنها تحتاج إلى رجلٍ يفهمها بحق، وامرأةٍ تُقدّرها بحكمة.
حينها فقط، يعود البيت إلى توازنه، وتعود القِوامة إلى معناها الأصيل: رعاية لا سيطرة، ومشاركة لا منافسة.

إرسال تعليق