بقلم /عائشة أمين..
-فِي عُمقِ الذِكرَياتِ تتجلى الحقائق التي تغفلها أعيُننا في زِحام الحياة عِندما تنظُر خلفك وَتفتش بين الصور القديمة في عقلك تُدرك أن كثيراً ممن كانوا يوماً جزءاً من يومك قد غادروا وَأن الأصوات التي ملأت الحي صَمتت وأن الطفولة التي عِشتها لم يبقَ منها سّوى أثر دافئ.
-تتأمل أين ذهبوا؟ وماذا بقي؟ لا مال، لا جاه، لا صِراعات!!.. فَقط أعمالهم هي ما رافقتهم وَهنا تنكشف الحقيقة الكبرى أن هذهِ الدنيا لا تستحق كل هذهِ الصراعات وَلا الأحقاد وَلا حتي الركض خلف الزائل فَأتتساءل بِمرارة: لِماذا يتنازع الناس؟! لماذا يُهدر العُمر في الكَراهية وَالمُقارنات؟ ألا يكفي أن نُدرك أن ما كُتب لنا سيأتينا وَما ليس لنا لن يدوم وَلو امتلكناهُ لحظة؟!..
-عِندما يضع كُل شخص منا في جَولة مع الذِكريات تُعلمك أن الزمن لا يعود، لَكن الحكمة تُولد حين نُصغي لما تركهُ فينا من دروس..عندما تُعلّمنا الذكريات وَتتأكد جيداً من أن الزمن لا يعود تُدرك يقينًا أن ما يبقى ليس المال وَلا المظاهر بل العمل الصَالح وَجبر الخواطر وَالكلمة الطيبة.. فَكل فعل كَريم يزرع أثرًا طيبًا في القلُوب وَكل كَلمة طيبة تبقى ما بقيت الحياة.. أما من خلّف وراءهُ ذكرى مُوجعة أو فعلاً مُؤذيًا فَلن يُذكر إلا بقولنا: أعوذ باللّٰه لقد كانوا من المُفسدين.
-وهذل يُؤكد لنا جميعاً إننا مهما طَال بنا العُمر لن نتذكّر من مروا في حياتنا بِعدد كلماتهم بل بِأثرهم من صنع الخير وَمن خفف وهون مشاق الحياة وَمن واسى هؤُلاء فَقط من تظل أرواحهم حية في قلوُبنا أما من جرح وَأهان وَخابت فيهِ الآمال فَتبقى ذِكراه عبئًا نَتعوذ بِاللَّهِ من تلك الذكريات كُلما خطرت على البال.
-لذلك أحسنوا أفعالكم فَإنها وَحدها ما يبقى بعد الغياب، ما يُروى في المجالس، ويُذكر في لحظات الحنين ما يترُك في القلُوب أثراً لا يُمحى مهما طَال العُمر أو تغيّر الزمان. فَكما تُخلّد الذكريات الجميلة ..يُخلّد أيضاً الألم فَاختر لِنفسك ما تُحب أن يُقال عنك غداً.
إرسال تعليق