U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

مبادرة بناء ... حين يبدأ التغيير من الإنسان- الهرم المصرى نيوز


 


بقلم ا. سبيله صبح 

إن أعظم مايملكه الإنسان هو العقل السليم الذى يفكر ويبدع ويقود صاحبه إلي الخير ، من هنا تنطلق مبادرة "بناء" لتوضح أن حماية العقول وتنمية الإنسان هو الأساس الحقيقي لكل نهضة ، فكما تُشيد القصور و المباني بالحجارة كذلك تُشيد الأوطان والمجتمعات بالعقول الواعية .


وفى كل عصر تحتاج الأوطان إلى من يمد إليها الأيادي بالعطاء ، ويقوى بنيانها ، من هنا جاءت مبادرة بناء تحمل شعاع النور ، ورسالة أمل ، وتصنع طريقًا يُحول الحلم إلى واقع .


* كما تهدف تلك المبادرة لبناء الإنسان قبل المكان يقول تعالى " إنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَابِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم " فالتغيير يبدأ من الداخل من الفكر والعقل .

* كذلك تهدف تلك المبادرة إلى زيادة العلم والمعرفة ولا ننسى أن أول مانزل من القرآن الكريم كان أمرًا بالقراءة يقول تعالى " اقرأ باسم ربك الذى خلق" وفى هذا إشارة إلى وجوب التعلم وأن العلم هو الأساس الذى تبني عليه العقول وترتقى به الأمم .

* أيضا نرى فى تلك المبادرة حثًا على الوحدة الوطنية يقول عليه السلام " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ويقول فى حديث آخر " المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا " وهذه الروح نراها جلية ليس فقط بين المسلمين وإنما بين المسلمين والأقباط فقد جمعهم وطن واحد وأخوة الأرض والدماء أقسم كل منهم على الرغم من اختلاف الدين أن يكون بارًا بوطنه ، وقد سجل التاريخ كيف وقف المصريون ، مسلمين وأقباطًا يدًا واحدة فى مواجهة الاستعمار الغاشم حين ارتفع الهلال مع الصليب وصوت المآذن مع الكنائس مبشرة بقدوم النصر إذعانًا لتلك الوحدة الوطنية الخالدة .


 "حماية العقل " :

من أهم ركائز مبادرة بناء هى حماية العقل من كل مايفسده من سموم سواء أكان هذا المفسد فكرًا متطرفًا فيجب مواجهته بالعلم والفكر الصحيح يقول تعالى " هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب" .


أم كان سموما يدمنها الأفراد مما قد يهدد سلامة العقل وهلاك صاحبه .


ومبادرة " بناء" ليست مجرد اسم ، إنما هى رؤية شاملة غرضها ترسيخ مبدأ التعاون وأن البناء ليس فقط حجارة متراصة بعضها فوق بعض وإنما قيم تترسخ ، وعقول تتفتح ، وأياد تمتد بالعطاء لرفعه الأوطان وتقدمها ، وسيادتها ، فالأوطان تُبنى بعقول الشباب ، من هنا جاءت مبادرة "بناء" إيمانًا بأن البناء السليم أساسه عقل سليم من الانحراف .


كما تأتى هذه المبادرة فى إطار تحقيق مقاصد الشرع والتى أولها وأهمها حفظ العقل الذى فضَّل الله عزوجل به الإنسان وميزه على سائر المخلوقات .

ثم إنها دعوة إلى ترميم ماتصدع من قيم وأخلاق ، وصياغة مستقبل كُتبت سطوره بالعلم والابداع ، كذلك تدعوا إلى السعى لا الإهمال والتوكل لا التواكل، 

ومثلما شيد أجدادنا الأهرامات منذ أكثر من سبعة آلاف عامًا وظلت شاهدة على عبقرية المصرى القديم ، وكما بنوا أيضًا قناة السويس لربط البحرين الأحمر والأبيض بغرض تعزيز التجارة وتسهيل التواصل بين الشرق والغرب فإن مبادرة " بناء " تأتى اليوم لتؤكد أن المصرى المعاصر هو امتداد لذلك المصرى القديم الذي أدهش العالم بتقنية التحنيط الذي أذهل العالم كله وجعله فى حيرة وظل يبحث ويفتش عن هذا السر العظيم والذى لم يصل إليه حتى الآن وأثبت أن المصرى قادر على أن يترك أثرًا خالدًا فى العقول والقلوب من خلال المشروعات التى تُعلى شأن الوطن .

* فى الختام *

أود أن أقول أن مبادرة "بناء " ليست شعارًا بل عهد مع الله والوطن أن نحافظ على العقل الذى منحنا الله إياه ، وأن نزينه بالعلم والحكمة ، ونحفظه من الضلال ، وأن بناء مصر لن يتحقق إلا بوحدة أبنائها مسلمين وأقباطًا وتكاتفهم يدًا بيد وأن يكونوا على قلب رجل واحد .

فى الختام أسأل الله أن يبارك فى هذه المبادرة وجميع القائمين عليها وأن يحفظ مصر وأهلها ويجعلها آمنة مطمئنة سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. جزاكم الله خيرا موفقه ديما باحبيبتي

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة