U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الكاتبة فاطمة صدقى تكتب هكذا نقع في الحب ! - جريدة الهرم المصرى نيوز


 



بقلم /فاطمة صدقي 

ماجستير علم النفس التربوي

لطالما كان الحب لغز نحاول حله بلا جدوى عندما نتسآل لماذا من بين كل الأشخاص الذين نمر بهم نقع في حب شخص دون غيره !

وقد جاء علم النفس ليجد حلًا لهذا اللغز بمصطلح الطفل الداخلي ، فطفولتنا تشكل نزعتنا المهيمنة على معظم خياراتنا في الحياة ، فنحن نعتقد خطأ أن الطفل قد ذهب ولم يعد له وجود ولا تأثير علينا لكن الحقيقة أنه مازال هنا يقبع في داخلنا ويدير الموقف وكل ما مررنا به في طفولتنا يبقى في عقلنا الباطن ويوجهنا نحو خيارات بعينها بدون أن نعي ذلك .

فالبعض منا يخرج من طفولته في حاجة إلى المزيد من الحماية والتقارب والبعض الآخر يخرج من طفولته وهو في حاجة إلى المزيد من الحرية والاستقلالية . أحدنا خائف من أن يتم التخلي عنه والآخر خائف من أن يسلب حريته . أحدنا خائف من أن يخسر الشخص الآخر أما الآخر فخائف من أن يخسر نفسه .

وهذا يفسر الطريقة الغامضة التي نقع بها في الحب فنحن وبدون وعي ولا قصد منا نقع في حب الأشخاص الذين يوفرون احتياجات طفلنا الداخلي هذه الاحتياجات التي قد لا ندرك أننا بحاجة إليها .  

فالشخص الذي تعرض للرفض في صغره سيقع في حب من يمنحه القبول ، وهذا الذي تعرض للتقليل من شأنه سينجذب إلى هذا الذي يصفق له ، أما ذلك الذي مر بظروف أفقدته السيطرة كالتعرض للضرب مثلًا سيبحث عن شخص يستطيع أن يحكم قبضته عليه ، وهكذا .

وقد تعطي الفلسفة تفسيرات للحب تتعارض مع فكرة الطفل الداخلي فقد جاء بعض الفلاسفة ليضربوا عرض الحائط بكل قصائد الحب وقصصه كشوبنهاور الذي يرى أن الحب ما هو إلا خدعة تهدف إلى الحفاظ على استمرارية الجنس البشري ، ولكن هذه الفكرة المتشائمة التي لا تتفق مع الطابع الرومانسي للحب لا تستطيع أن توفر الإجابة على السؤال الأكثر غموضاً

 " لماذا نقع في حب هذا الشخص دون غيره ؟ " .

وهنا يمكننا أن نزعم أن الطفل الداخلي يبحث عن منزلاً يحميه من كل مخاوفه ، فنقع في حب الأشخاص الذين يوفرون لنا هذا المنزل الآمن ونتعلق بهم بقدر حاجتنا إليهم .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة