بقلم الكاتبة والفنانة التشكيلية
المستشار الإعلامي بجريدة الهرم المصري نيوز
ورئيس مجلس إدارة مجلة همسات حائرة للفنون والأدب
هبة الله يوسف محمود سند
تعودت دائمًا على أسماء وألقاب ينسبوها إلي من حولي ومن ويتعاملون معي بصفه شخصية وللحقيقة هذا لم يكن يزعجني فمن الطبيعي أن يرى كل شخص بعين عقله ، ورؤيتنا نادرًا ما تتفق أو تتشابه مع أحد .
ولكن أجمل الألقاب التي لُقبت بها هو السوسنه السوداء (وهي وردة نبتت من خراب ) فهي زهرة نادرة الوجود جمالها في ندرتها ونموها في أصعب مناخ.
فجمال الإسم ، لما يحمله من معنى أهم وأعلى وأسمى من المسمى اللفظي نفسه ، وهو قوة الوردة وتحديها لمناخ مريض ودمار تعيش فيه لتُزهر رغم أنف الجميع ورغم الظروف ، وتستمد قوتها من جميع جوانب ضعفها ،
معنى يسعد كل من يصل لمدلوله
فصدقًا أنني إستيقظت يومًا ما بعد صراع طويل لأجد نفسي شخص آخر ، لا أعرفة ولم أتعرف عليه حتى الآن ، تبدلت أحوالي وخارت قواي ، وفقدت الثقة في كل من حولي حين وجدت نفسي في الخلاء أسير بمفردي وأحمل على كاهلي أرواح لم تستوعب بعد معنى الحياة
إنهدمت أسواري وعالمي وكل معتقداتي أمام عيناي وعجزت أن ألملم أنقاضها .
آمنت حينها أنني كنت كالكثيرين مثلي آن ذاك أؤمن بمعتقدات ولت وإندثرت مع مرور الزمن إيمان أعمى عاري من الصحة ولا يتشابه مع مجتمعنا الحالي ، وبدأت حينها أتصارع مع نفسي حول ما أؤمن وحول ما فرضته علي الحياة لأتمرد على كل شيء أوصلني لما أنا فيه. ولم أجد من يساندني في وقت كنت في شدة الإحتياج لمن أتمسك به بعد فقدان أبي. حينها وحينها فقط أيقنت أن الشمعه التي تحترق من أجل الآخرين لم يشعر بها أحد أثناء إحتراقها وألمها، بل عند ذوبانها وإنتهائها قاموا بإشعال أخرى ، ولحقيقة الأمر أدركت منذ ذلك الحين أن هذا ليس خطأهم فهو بالكامل خطأي وحدي ، حين رفضت الدور الذي خلقني له الله وتصارعت مع شمعه لأتخذ وظيفتها في الحياة دورًا لي .
قمة الجهل والتخلف أن تفني حياتك في محاولة إرضاء من حولك عوضًا عن نفسك وحياتك وإحساسك بها.
وبكامل حزني ويأسي إنتزعت عن جسدي وبنفسي عباءة الأنثى الضعيفة الراضخة لكل قناعات مجتمعها المريض وتحولت إلى بركان ثائر لم يستطع أحد منذ ذلك الوقت السيطرة عليه أو تهدئة نيرانه وثورانه عند الإقتراب منه ومن حدوده.
وأعترف أنني أول من إحترقت بنيراني، لكن من ينهض بمفرده من أزماته وأوجاعه يفقد الثقة والرغبة لإحتياج من يأخذ بيديه ، ويتخذ نفسه الصديق الصادق الذي لا يخون ، والحبيب الوفي الذي يساند حبيبه في كل عثرات حياته.
أصبحت لا أسامح، لا أنسى ولا أتنازل عن حقي مهما كان صغير لا أغفر ولا أعفو
فالعفو والمغفرة من صفات الله سبحانه، ولن يحاسبني على عدم قدرتي على سماح
فهو أرحم ع قلبي من أن يحاسبني على شعور ليس بمقدوري السيطره عليه أو التحكم فِيَھ.
وأصبحت لا ألتفت لأحد ولم يستطع أحد ترويضي أو كبح لجامي ، أو جماح غضبي، عندما أدركت أننا نعيش في واقع مؤسف أن الطيب مهان إستغلالاً لطيبته وسماحته. و الجامح مصان خوفًا من ثورانه وبطشة وإهانته.
فقررت أن أعيش كما بُعثت من جديد كالعنقاء من رمادي المحترق مادمت أعيشها بمفردي ، فلن أعيش على أنقاضي ولن أسمح لأحد أن يتعدى حدود أسواري.
ولن أحزن لإفتقاد أحد أو أسمح بإقتراب أحد من عالمي إلا بقوانيني وبإحترامي وهذا أبسط حقوقي الطبيعية في الحياة ، مهما كانت آراء من حولي فلن ألتفت لهم فأين كانوا أثناء إنهياري لأعيرهم إنتباهي ، وتغيرت رؤيتي لكثير من الأمور وأصبحت أرى الدنيا بشكل مختلف ، ومع مرور الأيام بدأت أوراقي الذابلة المهترئة تنبت من جديد ، حينما إقتنعت أن حبي لنفسي وإحترامي لها و تقديرها ليست أنانيه. بل هو أهم من حبي للآخرين أو حبهم لي أيًا كانت درجة قرابتهم لي ولقلبي.
فمن أين سأعطي حب لأحد وأنا لا أشعر به ، و لا أستطيع أن أحـب نفسي وأهتم بها ، من أين لي حق طلب حب وإهتمام الآخرين ،بل وأحاسبهم على تقصيري في إحترام نفسي وتفريطي في ممتلكاتي . فعواطفي وقلبي يندرجون ضمن متعلقاتي الشخصيه فكيف لي أن أحاسب غيري على تفريطي في ممتلكاتي وكرامتي .
وحينها فقط إقتنعت أن:
* الخرزة الزرقاء مش هتحميك من الحسد والعين ومش حقدهم وسواد قلوبهم وحسدهم هو السبب في تدمير حياتك = {وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}
وده لحكمه مش مصيبه ربك أرحم على عباده منهم حتى في مصابه وده لحكمه دور عليها وهترتاح.
* تعلمت أن سيرك بجانب الحائط وسلبيتك لن تحميك من رصاص ألسنة الناس والمحيطين وإنتقاداتهم = في جميع الأحوال سيتكلمون
وطظ يولعوا بكلامهم
من كان منهم بلا خطيئة فليرتدي ثوب الفضيلة ويمارس دور القاضي ويأتي وليجرأ على محاسبتي إن كان يستطع .
فمن منكم من الملائكة أو الرسل معصوم من الخطأ
كلام الناس عمره ما هيروي غيط ولا هايبني بيت ، ولا هيزرع ارض ولا هيصون عرض .
* إتق شر الحليم إذا غضب = ليست دلالة على تحوله للأسوء أو تبديله لشخص أهوج متهور متمرد غاضب لدرجة الخوف من غضبه، في نظري أن شر الحليم في الأصل ليس شرًا بعينه بل شحنة مكتومة فاضت به وعجز عن تحملها لأنانية المحيطين به وإستغلالهم له ، فقدراتنا على التحمل تختلف من شخص لآخر ومهما كانت درجة تحملك لإستفزاز المحيطين عندما يفيض بالكأس حد الإمتلاء سينقلب على كل من حوله دون إراده .
وطبيعة النفس البشرية أنها تخاف دائمًا من المجهول لعدم معرفتها به أو توقعه ، فهم ليسوا شياطين يمتلكون شر خالص ، هم خيوط نسجتوها بأيديكم بإستغلالكم وأنانيتكم فهنيئًا لكم بعظيم صنيعكم .
*الطيبة والجدعنة مش هتحبب فيك خلقه= دي هتلم عليك خلقة وهتبقى مطمع للمستغلين والنفوس المريضة الطامعة .
*التعقل ليس نضوج = فالعقل وحده لا يصلح دون عاطفة ورحمة لتوازن قراراته ، سيقسوا على نفسه قبل قسوته على من حوله العقل دون القلب لن يلين والقلب دون العقل لن يستقيم = فالنضج في نظري هو وصولك لمرحله تؤهلك لحل معادلة القلب والعقل ليسيروا على خطا واحدة معًا.
* العيش والملح ليست من مبادئ الحياة = الملح ذاب والعيش أكلته الكلاب.
*الدم والسند مش عزوة وضهر =دول ضاعوا في دائرة المصالح ومشاغل الحياة .
*إعمل الخير وإرميه البحر = وهل يصلح هذا مع أُناس يتعاملوا مع الخير كسنارة أو شبكة ألقوها منتظرين بها جمع الصيد الوفير والأسماك.
*الرجولة ليست فرض عضلاتك بقوة على من هم أضعف منك = الرجوله أفعال ومواقف مش جنس في بطاقة والبحث عن من هو اضعف منك لتثبت لنفسك مدى قوتك فهناك نساء كثيرات يمتلكون صفات الرجال بمواقفهم ويستحقونها عوضًا عن أغلب الذكور .
الحب = سبب في موت قلوب وقسوتها وكرهها للحياة .
فهو مجرد طُعم مُلقى للفريسة مع إنتظار الهجوم عليها وإفتراسها دون شفقة أو رحمه.
الصداقة مش صدق.
الجميل والمعروف = حق مكتسب غير قابل للرد .
الكلمة = ضاعت بين مخالفة الوعود والضحك على القلوب.
خدعوك فقالوا ان فيه ست ب 100 راجل.
الست الصح = 100 دكر.
مفيش ست مهما كانت صح بتساوي 100 راجل أبدًا
مفيش أصلاً وجه مقارنة بين الست والراجل.
* المقارنه بين الست وأشباه الرجال (الذكر) بس.
واللي يحط نفسه مقارنة مع واحدة ست
ينسى تشخيصه أصلاً بين الرجال
ويعترف بأنوثته بلا خيبه😏.
ربنا خلق الراجل والست كلٌ ميسر لما خُلق له .
كل واحد ليه دور يكمل بيه التاني
مش عشان ينافسوا بعض
لا في رجوله ولا أنوثه.
الطبيعه اجمل والله
بلاش اللعب في الثوابت والطبيعه وتطلعولنا جنس ثالث متحور هي ناقصه.
الزواج نص دين = ونسيوا الدين نفسه وإن الدين معاملة مش كلام ومجاملة.
مش ده كلام ربنا والدين نفسه
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .
فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}
إيه علاقة الدين باللي بيحصل ، وبقت دلوقت أي علاقة يا تاخدني يا ربنا ياخدك ، مع عدم تقبل فكرة رفض أحد الطرفين في الإستمرار في العلاقه لأي سبب أو ضرر نفسي وقع عليه وتحولها لساحة حرب وكره ومعركة الكل فيها خسران .
كلها معتقدات وجمل وكلمات ومبادئ ضاعت بمفاهيمها وسط عقول مريضة وتقليد وترديد أعمى ونفوس غير سويه.
هي دي الحياة ،ونظرتي ليها حتى لو بكل تفاصيلها المحبطه والمؤذية للنفس من وجهة نظري.
بس أنا حابه أعيشها بوجهة نظري دي، ودي مش وجهة نظر سوداويه بالعكس دي رؤية واقعية وبدون رغبة مني أو إرادة إتكونت جوايا من محيطي من تجاربي اللي إتفرضت عليا .
الإنسان اللي يقع ويقوم لوحده يوم ما بيقوم بيفقد الثقة في أي حد حواليه
مش لازم أبدًا إننا نعيش شمعة تحترق مـن أجل الآخرين لأن مع الأسف كل شمعه مسيرها تخلص
ويوم ما تخلص محدش بيحس بيها. بالعكس هيدوروا على شمعه تاني ينوروها .
وأنا إقتنعت وآمنت إن الشمعه دورها كده وده مش غلط في الناس« الغلط من الأول هو إتخاذ دور لا يناسبنا دور الشمعة التي تنير للآخرين وتحترق في صمت دون الإحساس بها أو بوجودها
فاقد الشيء لم ولن يعطيه كما يدَّعون هو فقط سيعطي بقدر إحتياجه أملًا منه في الحصول على المقابل .
أحبوا أنفسكم حتى تجدوها وتعود إليكم قبل تسول الحب مـن الآخرين .
فأنا سعيدة بما وصلت وبما حققت فالله سبحانه لم يتركني وحيدة حتى في أحلك لحظات حياتي وكفا به وكيلاً
فالله لا ينسى دعوة المظلوم النابعه من صراخ قلبه ويمهل ولكنه بعدله ورحمته لا يهمل حقوق عباده .
ولكل ما سردت أحببت ما لُقبت. أنني وردة نبتت بضعفها من خراب ( السوسنه السوداء)
وهي أندر أنواع الزهور التي لا تنبت إلا في أصعب وأحلك الأوضاع .
🔥هہمہسہآتہ حہآئرة🔥
#همسات_حائرة
مجلة همسات حائرة للفنون والادب
إرسال تعليق