كتبت: شهد ماهر نائب رئيس قسم الادب
البودكاست اصبح ميكرفون العصر الرقمي الجديد واصبح جزء من صوت الإعلام الجديد، ميكرفون حر يعبر عن جميع المجالات تقريبا، فن، سياسة، رياضة، ادب وغيرها من المجالات الاخرى، فهل حقا البودكاست ميكرفون حر بلا قيود يتحدث عن أشياء يغقلها الإعلام التقليدي؟ وهل يمكن ان يحل محل الإعلام التقليدي؟ وما هو مستقبل البودكاست؟
قالت الإحصائيات الاخيرة ان زادت نسبة الاستماع للبودكاست عن السنة الماضية بنسبة ٨١.٧% وان اكثر من ٨٢% من مستمعي البودكاست في العالم العربي من فئة الشباب هم من (١٨ _ ٣٤) سنة، بينما الأكثر استماعا الذين ترواحت أعمارهم بين ١٦ و ٢٤ سنة بنسبة ٤٠% وقالت الإحصائيات ان اكثر البرامج المسموعة للبودكاست هو apple podcast .
مميزات البودكاست عن وسائل الاعلام التقليدي ومستقبله
صرح أ.محمود عبد المجيد مونتير قناة النهار رأيه في الموضوع قائلا:
تتمثل أهمية البودكاست في انه يفيد كلاً من صانعي المحتوى والمستمعين على حدً سواء. وبالنسبة لصانعي المحتوى المبدعين، فهو يوفر لهم منصة لمشاركة خبراتهم والتعبير عن إبداعاتهم والتواصل مع جمهور عالمي ونشر صوتهم وتأسيس علامتهم التجارية الخاصة.
اما من وجهة نظر المستمع فيوفر البودكاست طريقة ملائمة لتلقي المحتوى المفيد اثناء ممارسة الانشطة المختلفة، مثل التنقل، او ممارسة الرياضة، او القيام بالاعمال المنزلية، لذلك يساعد البودكاست على تعزيز تعدد المهمام حيث يمكن للمستمعين استيعاب المعلومات اثناء الانخراط في انشطة اخرى فعلى عكس محتوى الفيديو الذي يتطلب اهتماما بصريا تسمح المدونات الصوتية للافراد بإبقاء أعينهم حرة للقيام بمهام اخرى مما يجعلها وسيلة مثالية للافراد ذوي نمط الحياة المزدهم وبالتالي فهو يختلف عن المنصات الاخرى من خلال إمكانية مخاطبة جمهور معروف كذلك التحكيم على عملية الاستماع والمشاهدة وإضافة العديد من المزايا المختلفة التي يتمتع بها.
كما يوفر البودكاست منصة او مساحة لنشر قضايا العدالة الاجتماعية، واداة لتوثيق القصص التي تحدث مع الناس بالإضافة لكونها من الممكن ان تكون وسيلة للوصول لصناع القرار وتشجيع المستمعين او المساهمة في حل، العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع مثل قضايا القتل والثأر والبطالة والهجرة غير الشرعية وغيرها من الموضوعات التي لا يتم تناولها في الوسائل الإعلامية الاخرى، وبالتأكيد لدى البودكاست حرية اكبر من وسائل الاعلام الاخرى التي تحكم فيها السياسة التحريرية المنصة ذاتها بينما في البودكاست فإن تلك السياسات اقل حدة خاصة التي يمتلكها الافراد في مناقشة العديد من القضايا، لكن في بعض الأحيان يمكن ان يحدث الحرية المطلقة للبودكاست انتشار بعض المعلومات المضللة ولكن ليس فقط للبودكاست ولكن في المؤسسات الإعلامية الكبيرة ايضا، قد يحدث ذلك حينما لا تأتي من مصادرها الخاصة وبالتالي يجب الاعتماد على المصادر ذات المصداقيه الرسمية وغير الرسمية،
وفي رأي البودكاست ليس ظاهرة مؤقتة وانه مستقبل الإعلام خاصة للافراد حتى تستطيع التعبير عن آرائها في شكل وسائط متعددة.
البودكاست هو جزء من الإعلام ولكن ليس التقليدي لان كل الوسائل المستخدمة والمستحدثة حاليا هو وسائل إلكترونية حديثة والعلاقة بين البودكاست والإعلام كلها علاقة تكاملية وتنافسية في نفس الوقت لان كل وسيلة تريد أن تثبت ذاتها وتجذب الجمهور،
الإعلام سيتطور اكثر واكثر مع إنتشار التكنولوجيا الحديثة والai سيتطور اكثر وربما نشاهد البودكاست جزء من منصات آعلامية كبيرة لجذب جمهور اكبر،
اما عن تقبل الجمهور العربي للبودكاست كوسيلة اعلامية ف الجمهور العربي جمهور واع وزواق وعلى دراية بما يحدث حوله والردئ وغيره من الوسائل لكنه دائما ما ينتقي الوسائل التي يمكن ان تضيف له وتثقفه وتزيد من خبراته
رأي أشهر صُنّاع البودكاست حول أهمية الميكروفون في العصر الرقمي
شارك صلاح ماجد أحد صناع البودكاست عبر منصة اليوتيوب صاحب برنامج "شقة ١١ عند صلاح" رأيه في الموضوع قائلًا:
المواضيع التي أتناولها في بودكاست شقة ١١ هي الفن بكل أشكاله، تمثيل، إخراج، موسيقى، رقص، فنون بصرية، أي شيء يخص الإبداع، الفكرة من البرنامج أننا نحكي الحكايات التي تحدث وراء الكواليس وكيف الفنانين بدأوا وما هي العقبات التي قابلتهم وكيف وصلوا للمكانة التي هم عليها الآن، البرنامج ليس مجرد حوار رسمي بل هي أشبه بجلسة حقيقية نتحدث فيها عن كل شيء بارتياح كجلسة صديقين على أريكة،
سبب اختياري للبودكاست هو حبي الشديد لمحتوى البودكاست واستماعي له بشكل دائم وأنا سائق أو في وقت أعمالي، وشعرت أن يوجد لدينا فنانين مبدعين كثيرًا ولكن لا يوجد مساحة حقيقية يتحدثوا فيها بحرية عن رحلتهم فقررت عمل ذلك البودكاست، وهذا ليس فقط للتحدث عن قصصهم، لكن أيضًا لإلهام المتفرج والشخص الذي يحاول تحقيق حلمه بقصص الضيوف، ولأجل جعل المحتوى دائمًا متجددًا ومفيدًا وغير ممل، واختياري للضيوف حسب قصصهم وتجربتهم ومن لديه طريق ملهم أو زاوية مختلفة يحكوا عنها، كما أنني أحاول أن أكون متنوعًا في اختيار الضيوف في الحلقات، في مرة ممثل، أو مخرج، أو كوميديان، وهكذا... لأجل التنوع، وغير ذلك، الموضوع في حد ذاته يخلق الاختلاف لأن كل شخص لديه طريقته الخاصة في السرد، والتحدي الأكبر الذي واجهته هو الإنتاج والاستمرارية!
في كل أسبوع تقديم حلقة بنفس الجودة أمرٌ ليس سهلًا بجانب بحثك واستضافتك لضيوف مختلفين ومميزين والتسويق ونشر البودكاست لإيصاله إلى عدد كبير من الأشخاص، أمرٌ يحتاج مجهودًا، جميعها تحديات وعقبات أمر بها كصانع محتوى للبودكاست، وأحاول حل ذلك بالتخطيط المسبق للحلقات وأعمل أكثر على محتوى السوشيال ميديا لوصوله إلى أكبر عدد ممكن.
البودكاست يكبر يومًا بعد يوم لكن لا زال أمامه طريق طويل، ومع الوقت أصبحت الناس أكثر وعيًا به وبدأوا الاستماع إلى أنواع مختلفة، بالأخص مع وجود منصات كبيرة أصبحت مهتمة به، ولكنه ما زال غير منتشر كباقي وسائل الإعلام، وأكيد في المستقبل ستحدث طفرة كبيرة وسيصبح البودكاست جزءًا مهمًا من الإعلام الأونلاين،
وما يميز البودكاست عن الإذاعة أن البودكاست حرٌّ أكثر، لا يوجد وقت محدد يجب أن تنتهي من حلقاته ولا توجد قيود على المواضيع أو إجبار على الفورمات التقليدي، غير ذلك، المستمع هو من يختار الوقت والطريقة التي يسمعه بها مما يجعله حرًا في الاختيار، كما يمكن للبودكاست أن يغير شكل الإعلام التقليدي لأنه يقدم محتوى أعمق وأكثر تخصصًا، بالإضافة إلى أنه يعطي فرصًا لصناع المحتوى أن يتكلموا بحرية وبأسلوبهم الخاص بعيدًا عن الضغوطات والقيود.
وفي رأيي يمكن للبودكاست أن يكون مستقلًّا ويمكن أن يكون جزءًا من الإعلام، هناك من سيفضل عمل بودكاست بشكل مستقل تمامًا، وتوجد مؤسسات إعلامية بدأت تستثمر في البودكاست وتعمل برامج خاصة بها، وهذا حدث بالفعل الآن، والأهم أن المحتوى يكون مختلفًا سواء مستقل أو ضمن مؤسسة إعلامية،
أرى أن البودكاست سيصبح وسيلة أساسية لتوصيل الرسائل، بالأخص مع الأجيال الجديدة التي تعتمد على الإنترنت أكثر من أي شيء آخر، كما أن طبيعة البودكاست تجعله مناسبًا للحياة السريعة، تقدر الاستماع إليه وأنت تفعل أي شيء.
وشاركت د.دعاء فتحي احد مقدمي برامج البودكاست عبر السوشيال ميديا وفويس اوفر لإعلانات وبرامج اذاعية وتقدم برنامج "مستشارك العقاري" وغيرها من البرامج الاخرى رأيها في الموضوع قائلة:
نتحدث في برنامجي عن تأثير التحول الرقمي في مختلف المجالات مثل، الاعمال، التسويق العقاري، والابتكار التكنولوجي، بالإضافة الى قصص ونجاح ونصائح عملية تساعد المستمعين في حياتهم المهنية والشخصية، وكوني مستشارة عقارية أرى اهمية التحول الرقمي وتأثيره المباشر على السوق، وهدفي هو تمكين الجمهور من فهم هذه التحولات والاستفادة منها سواء كانوا يعملون في العقارات او اي مجال اخر، واركز على القضايا المحلة والتحديات التي تواجه المستمعين في حياتهم اليومية، واحصل على الإلهام من الاستماع للتحديات والاسئلة التي يطرحها العملاء او السوق واعمل على تقديم محتوى عملي وحيوي يمنع التكرار.
التحدي الأكبر الذي يواجهني كصانعة محتوى هو جذب انتباه الجمهور وسط ازدحام المحتوى الرقمي ولمواجهة هذا اركز على تقديم قيمة مضافة بجودة عالية واستخدم التسويق الرقمي لجذب الفئة المستهدفة بشكل أفضل.
من وجهة نظري لمستقبل البودكاست في الوطن العربي فأعتقد ان البودكاست سيواصل النمو لانه يسمح للأشخاص بالتعلم والاستماع اثناء التنقل مع زيادة الوعي بأهميته سيصبح وسيلة رئيسية لإيصال الأفكار والمعلومات، وما يميز البودكاست انه يمنح المستمع حرية الاختيار والاستماع اليه في اي وقت يناسبه بالإضافة إلى كونه اكثر تخصصا وشخصية مما يجعله اكثر ارتباطا بجمهوره مقارنة بالراديو او التلفزيون، ويمكن البودكاست ان يساهم في تغيير الصورة النمطية للإعلام التقليدي لانه يتيح تقديم محتوى اعمق واكثر تخصصا كما أنه يفتح المجال للافراد المستقلين للابتكار بيعدا عن قيود الإعلام التقليدي وارى انه يمكن ان يظل مستقلا عنه لكنه قد يتكامل مع الإعلام التقليدي لإنتاج محتوى اكثر حداثة وشمولية،
كما يمكن للبودكاست ان يصبح الوسيلة الاساسية لإيصال الرسائل خاصة أن الشباب يعتمدون بشكل كبير على الانترنت والهواتف الذكية والبودكاست يلبي احتياجاتهم بطريقة مرنة ومبتكرة،
وارى ان الذكاء الاصطناعي سيتيح أدوات متطورة لتحليل اهتمامات الجمهور وتحسين جودة الصوت وحتى توليد محتوى جديد، لكنه سيجعل المنافسة أقوى مما يتطلب المزيد من الإبداع والتميز
وقال احد صناع المحتوى في الوطن العربي رأيه في مستقبل البودكاست قائلا:
البودكاست في العالم العربي في العموم له مستقبل كبير لان في الفترة الأخيرة أصبحت برامج البودكاست كثيرة وتتحدث عن جميع المجالات والناس اصبح لديها وعي كبير وقدره للاستماع إلى بودكاست طويل واتوقع له مستقبل كبير، وما يفرق البودكاست عن التلفزيون والراديو ان لا يوجد حدود له في الحديث والاسئلة التي تتناولها مواضيع البودكاست ليست تقليدية ونطمها يختلف عن النمط التقليدي الذي نشاهده دائما وأعتقد أنه يستطيع تغيير الصورة النمطية للاعلام التقليدي وأكبر دليل ان التلفاز بدأ في عمل بودكاست بنفس اسلوب البودكاست الذي نشاهده مثل ابراهيم فايق.
ولتغيير الصورة النمطية يمكن للبودكاست ان يغير طريقة طرح الاسئلة للضيف وان تكون مميزة وسريعة لا يوجد فيها أي نوع من الملل،
البودكاست اصبح الان الوسيلة لإيصال الرسالة بشكل عام وارى ام الذكاء الاصطناعي سيضيف لمحتوى البودكاست كثيرا لانه يساعد في عمل بحث على الضيف والموضوعات اكثر وبسهولة
ومن وجهة نظري أرى ان يمكن ان يصبح البودكاست وسيلة إعلامية مستقلة
رأي الجمهور في البودكاست: حرية تعبير أم فوضى صوتية؟
سألت الجمهور عن رأيهم في الموضوع وأتت ارائهم كالآتي:
اتفق الجميع أن البودكاست وسيلة ترفيهية ومفيدة وسهلة يمكن الاستماع إليه في اي وقت واي مكان ومواضيعه ليست مملة ورتيبة على العكس هو وسيلة مسلية ومفيدة، واختلف حبهم للمواضيع المستمعة من حيث المحتوى فهناك من يحب المحتوى المتنوع، او التطوير الشخصي، او التكنولوجي، او القصص الواقعية، او المواضيع الاجتماعية، او المحتوى الديني، او المواضيع التي تتناول المجال الذي يخصهم ويستفادو منه وغيرها، واختلفت ارائهم حول البودكاست المستقل بوسائل الاعلام او المرتبطة بها، البعض قال انه يحب المستقل لانه اكثر شمولية وحرية ويوجد فيه مواضيع متنوعة ولانه يخضع لسياسة معينة وقال البعض انه يحب اكثر المرتبط بالمؤسسات الإعلامية لانه يعرفك معلومات عما يدور حول العالم وقال البعض انه يحب الاثنين معا لان كلا منهم ينتقض موضوعات مختلفة والاهتمام بكل التفاصيل والمعلومات المختلفة مهم، والجميع اتفق على ارتياحهم اكثر لمنصات البودكاست لسهولة استماعه في اي مكان وفي أي وقت وعبر الهاتف المحمول الذي أصبح جزء لا يتجزء من يومنا، كما يساعد اسلوب المقدم وشخصيته ومحتواه في جذب انتباههم وانه له دور كبير لمتابعته والرغبة في مشاهدته وهذا يصنع فرق كبير، وقالو ان للبودكاست مستقبل بالأخص مع التقنيات الحديثة وبالإضافة إلى كثرة توفر العدبد من منصات بودكاست وان يمكن تفوقه على البرامج التقليدية بسبب تقديمه للمعلومات بشكل سلس، لكن الحرية المطلقة مفسدة ولا بد أن يكون الأسلوب والتناول وفقا للأداب العامة والأخلاق ويناسب الجميع كما يمكن لغياب الرقابة أن يجعل هناك معلومات مغلوطة لذلك يجب الحذر والتأكد من صحة المعلومات كما أن لكل شيء سلبياته وايجابياته والفكرة في استخدام سلاح البودكاست في اي منهم، ولا يجب اخذ المعلومات من اي بودكاست لان بالطبع يوجد معلومات مضللة وغير صحيحة وهذا يتوقف على مصداقية المقدم ومن الصعب التفرقة بين الحقيقي والمضلل لذلك يجب البحث والتأكد من المصادر المتخصصة في ذاك الموضوع
إرسال تعليق