U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الدكتورة اسماء محمد سعد تكتب الهروب من الواقع - جريدة الهرم


 

بقلم د.أسماء محمد سعد

الهروب من الواقع ظاهرة نفسية يعاني منها الكثيرون في أوقات الأزمات والضغوط الحياتية حيث يجد البعض أن مواجهة المشاكل أمر صعب يتطلب شجاعة وقوة تحمل ولهذا يلجأون إلى الانسحاب كوسيلة للتعامل مع الصعوبات التي تواجههم يبدأ الهروب من الواقع عندما يشعر الشخص بثقل الأعباء وعدم القدرة على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تحيط به فيبحث عن ملاذ يساعده على الهروب من تلك الأعباء وغالبًا ما تكون هذه الملاذات وسائل مؤقتة مثل النوم المفرط أو العزلة أو حتى الانغماس في وسائل الترفيه بشكل مفرط

في بعض الأحيان قد يبدو الانسحاب من المشاكل حلًا مريحًا لكنه في الحقيقة لا يؤدي إلى حلها بل يؤجل المواجهة ويزيد من تعقيد الوضع إذ تبقى المشاكل قائمة بل قد تتفاقم مع مرور الوقت وتصبح أكثر صعوبة وتعقيدًا كما أن الهروب من الواقع يعزل الإنسان عن محيطه ويؤثر على علاقاته الاجتماعية والنفسية حيث يبدأ في فقدان القدرة على التواصل مع الآخرين وإيجاد الدعم اللازم لمساعدته

القضاء على المشاكل يحتاج إلى مواجهة جادة وإصرار على التغيير الحلول تبدأ من الاعتراف بوجود المشكلة وفهم أسبابها والعمل على وضع خطط للتعامل معها بدلًا من الهروب أو التجاهل قد يكون من الضروري البحث عن مساعدة من أشخاص مقربين أو من متخصصين إذا كانت المشكلة تتطلب ذلك كما أن الاهتمام بتطوير المهارات الشخصية مثل إدارة الوقت وحل المشكلات يساهم في تقوية قدرة الفرد على مواجهة التحديات

الهروب قد يكون أحيانًا دافعًا للتأمل والتفكير إذا كان الهدف منه إعادة شحن الطاقة وإعادة ترتيب الأفكار لكن إذا تحول إلى عادة أو وسيلة للهروب الدائم فإن هذا يشكل خطرًا على حياة الإنسان واستقراره النفسي والاجتماعي الحل الأفضل دائمًا هو إيجاد التوازن بين أخذ قسط من الراحة لمراجعة النفس وبين العودة لمواجهة الواقع بشجاعة وقوة

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة