U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

ثَمَرَة اَلصُّمُودِ - جريدة الهرم المصرى نيوز


 


بقلم احمد قطب زايد

  حديثي في هذا المقال عن الأحداث الأليمة التي شهدناها في الأيام الماضية وإن القلب ليعتصر ألما وحزنا على ما جرى لأهل غزة وإنه لإحساس سري في جسد كل مسلم صادق، غيور على دينه وعرضه وأرضه، وقضايا أمته، عدوان غاشم، وحصار ظالم، أطفال يبكون ويصرخون، وشيوخ يئنون، ومرضى يتوجعون، ورجال حائرون وشهداء وجرحى في كل آن ولحظة، وبعد أن بلغ الكيد مداه، والظلم منتهاه انتصرت غزة، رغم الجراح والحصار والتدمير ، ورغم قلة الموارد وكثافة الألم.                                                                                                                                              

توقفت الحرب، وسكتت أصوات الطائرات والقنابل، وارتفعت أصوات التكبير والزغاريد في شوارع المدينة المحطّمة. فرحة الانتصار في عيون أهل غزة لا تخفي ما خلفه العدوان من دمار، لكن أهل هذه الأرض يعلمون جيدًا كيف يصنعون الحياة من بين الأنقاض ورغم أصوات الفرحة التي ارتفعت داخل قطاع غزة، بعد اتفاقية وقف إطلاق النار، إلا أنها لن تمحو قسوة 15 شهرًا من الدمار والإبادة ولحظات الرعب والفزع التي عاشها الأهالي منذ اندلاع الحرب يوم 7 أكتوبر من عام 2023، والتي كانت على مرأى ومسمع من العالم .                                                                                      

لكن ما بعد انتصار غزة هو رحلة جديدة من التحدي والصمود لا يمكن الاكتفاء بالفرح وحده، لأن الفرحة

في غزة دائما ممزوجة بمسؤولية كبيرة. فالبيوت التي دمرت تحتاج إلى إعادة بناء، والأطفال الذين فقدوا عائلاتهم يحتاجون إلى الحب والرعاية. المعاناة لم تنته، لكنها تتحول إلى وقود يشعل إرادة العيش والبقاء.                                                                                                        

في الختام غزة بعد الحرب ليست مجرد مدينة تداوي جراحها إنها رمز للصمود والإرادة. ومهما كانت التحديات المقبلة، يبقى أهلها نموذجا يحتذى به في الصبر، ورسالة للعالم بأن الحقوق لا تنسى، وأن الحرية تستحق النضال وأن المعركة لم تنته. فما زال الطريق طويلا نحو استعادة الحقوق كاملة هنيئا لك يا غزة يا صانعة المجد وفخورون بكم يا رجال المقاومة لأنكم جبرتم الخواطر وأحييتم الأنفس وأزلتم عنا غشاوة الحزن اللهم يامن لا يهزم جنده ولا يخلف وعده، ولا إله غيره، كُن لأهلنا في فلسطين عونًا ونصيرًا ومعينًا آمين يارب العالمين.

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة