بقلم د/ أماني كمال
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا...لم يكن هذا بلاغة شعر، و إنما هو أساس يضعه شاعر مثقف مهموم بمستقبل أمته.
وكما قال، وكما رأى فإن نقطة البداية وانطلاق الأمة للعلوم والتقدم والنهضة هو الأخلاق .ولم يكن هذا بعيداً عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق" فإذا سألنا أنفسنا لماذا الأخلاق أساس في بناء الأمم ، مرة أن الأخلاق تؤدي إلى الأمانة
في العمل والإخلاص في تأدية الواجب وتنمية القدرات الذهنية للإنسان منذ طفولته بتلقينه واجب العمل الذي ينمي قدراته، ولذلك يتعلم التلميذ في المدرسة منذ الطفولة أداء الواجب المنزلي ، ويتعلم رب البيت أن دوره هو الواجب في الإنفاق على أسرته ، وتتعلم الأم أن مهمتها في البيت هى أداء الواجب نحو أسرتها ، ولهذا نربي أطفالنا على أن الواجب قيمة مطلقة يجب أن يدركها الطفل والطفلة حتى تكون بداية حياتهما طريقا للنجاح، فالواجب في المدرسة كالواجب في الأسرة، والواجب في العمل أي الإخلاص في أداءه ، وعدم التراخي في أداءه والأمانة في أداءه ، وكل إنسان يؤدي عملا مسؤول عن صحة الأداء وهذا تذكير بقول رسولنا الكريم "كلكم راع وكل راع مسؤول عن راعيته" ومعنى هذا أن التربية السليمة لتحمل أمانة المسؤلية تبدأ من الطفولة فإذا ربي الطفل تربية أساسها الأخلاق نشأ رجلا أو امرأة خلوقا فلا ينافق ولا يجامل ولا يغش .. فإذا نظرنا إلى أحوال مجتمعنا نحتاج أن نطرح هذا السؤال الذي بدأنا به الكلام ،وهل نفعل ما نصحنا به الشاعر وأمرنا به الرسول أن نقتدي بمكارم الأخلاق ؟ هل نختار في أعمالنا الشخص المناسب كفاءة وخلقا ام نختار أشخاص دون معايير سليمة وواضحة ، فإذا كنا نرى اختيارنا سليما ، فنحن نمشي في الاتجاه السليم الذي يصعد بأمتنا إلى المعالي، أما إذا كنا نخطأ في الاختيار فأثر ذلك يبدو واضحا في هبوط الأمة وسقوطها.واقول أن عندما بدأ فخامة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" بتعيين ٣٠الف معلم على مستوى الجمهورية طبقا لشروط ومعايير واختبارات واضحة وتدريبات في مختلف النواحي ..فتعد البداية الحقيقية للتنمية البشرية...ولابد أن تعمم مثل هذه الشروط والمعايير والاختبارات عند اختيار كافة موظفي الدولة ،وبالاخص في المنظومة التعليمية بداية من اختيار مديري الإدارات التعليمية و الموجهين ومديري المدارس ...
إرسال تعليق