كتب /أيمن درويش
يعرف التَّدَخُّل في شؤون الآخرين بأنه الاهتمام ومراقبة أفعال الناس سواء كان هؤلاء الناس أقرباء أو غرباء، ويكون هذا الاهتمام بشكل سلبي وليس إيجابي بمعنى تطفل وحب معرفة حياة هؤلاء الناس وأحداث يومهم، وقد يصل للتجسس الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه.
وقال في كتابه الكريم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) صدق الله العظيم.
وللتدخل درجات متفاوتة أولها المراقبة لتحركات الآخرين وثانيها التحدث مع الناس ومحاولة نصحهم في أمور لا تهم الشخص المتطفل مثل التدخل في ملابس الآخرين وطريقة أكلهم، والدرجة الثالثة أو الأخيرة وهي التَّدَخُّل في شؤون الآخرين بمبالغة شديدة ويمكن أن تصل لدرجة الحرب والنزاع مع الناس.
أسباب التَّدَخُّل في شؤون الآخرين
الاعتقاد الديني الخاطئ
فقد يعتقد البعض أن من حقهم التَّدَخُّل في شؤون الآخرين تحت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن هذا المفهوم خاطئ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعني أننا كل ما سيرنا وجدنا أحد يفعل شيء نقول له هذا خطأ أو نتعارك معه.
لكن معناها عندما نتحدث مع أهلنا أو أقاربنا ويكون ذلك بطريقة ودية إذا استدعى الأمر للتحدث، فنحن لسنا قادرين على تغيير طباع الناس ولكن واجبنا فقط أن نكون قدوة حسنة وأن تكون أفعالنا الصحيحة واضحة وظاهرة أمام الناس ليتعلموها ويقلدونها.
قضاء وقت الفراغ أو التسلية
معظم الذين يتطفلون على قصص الخلق يكون ليس لديهم أعمال لتشغلهم فيقضون وقت فراغهم في التحدث على قصص الخلق ومعرفة حكاياتهم والتحدث عليهم أو الغيبة التي نها عنها الله ورسوله.
إبتزاز الأخرين وتهديدهم
يلجأ بعض الناس للتطفل ومعرفة شؤون الآخرين من أجل السيطرة عليهم بعد ذلك أو ابتزازهم وتهديدهم للحصول على شيء ما، حيث يكون هناك علاقة عداء بينهم وبين من يقومون بتهديدهم.
الفضول القوي المسيطر
بعض الناس يكون لديهم فضول وحب استطلاع قوي لمعرفة كل شيء يدور حولهم سواء كان شيء هام أو غير هام، فذلك يعتبر مرض نفسي لأن الشخص صاحب الفضول الضار من المؤكد أنه مريض نفسياً.
إنخفاض المستوى الديني
بعض الأشخاص تكون تنشئتهم وتربيتهم غير إسلامية فتنشأ معهم طباع وعادات سلبية يتعودون عليها منذ الصغر وتظل معهم حتى الكبر وتصبح مرضا غير قادرين على التخلص منه.
السذاجة أو البلاهة
بعض الأشخاص يكونوا ذوي طباع ساذجة فيتكلمون فيما لا يعنيهم ويتدخلون في شؤون الآخرين مع شعورهم أن هذا شيء طبيعي أو كلام عادي، وهذا يدل على أن عقلهم غير ناضج ليكونوا واعين أو مدركين أكثر من ذلك.
الحقد والبحث عن أخطاء للناس
هناك بعض الناس يكونوا حقودين فلا يتمنوا الخير للناس وعندما يروا أحدا أفضل منهم في شيء يظلون يراقبونه ويحسدونه ويحقدون عليه ويرغبون في معرفة أي أشياء أو أخبار سيئة عن الشخص الذين يراقبونه ليمسكوا علية فعل مشين ثم يهددونه بعد ذلك.
إرسال تعليق