U3F1ZWV6ZTI4MzIwMDE5NjkzNTY5X0ZyZWUxNzg2NjcxNzI3OTEzMA==

الإعلامية رنا مصطفى تكتب زوغوووطه...هئ (علي صدرها تنور - جريدة الهرم المصرى نيوز


بقلم الإعلاميه (رنا مصطفي )


زوغوووطه...هئ

(علي صدرها تنور ..)


1/سبتمبر /2024


فكرتني أغنيه محمد عدويه ( المولد ) بموالد زمان الشعبيه والدينيه والتي كانت  تنتشر بالقري و الكفور والنجوع والتي كانت أقرب منها الي الكرنڤالات أو المهرجانات أكثر من إحتفال لتخليد أو إحياء ذكري أو تأبين لولي من أولياء الله  الصالحين أو أحد القديسين ذوي الكرامات والبركه،,,, تقول كلمات الأغنية في جزء منها والتي هي من تلحين محمد عدويه و كلمات ربيع فرج  ( المولد ...مراجيح و عيال و ... وشوش...دراويش عماله تبوح بكلام مسموع....وكلام مكتوب في قلوب الناس ....ممنوع يتقال )........ف المولد كان كرنفال كبير يقام بوقت محدد  من كل عام يجذب الآلاف من المريدين والمحبين من جميع انحاء المعموره ...يضم العديد من الاستعراضات والعروض الفنيه الرياضيه ، الموسيقيه التي ي تباري عارضيها في إبرازها وجذب اكبر حشد جماهيري لمشاهدتها ....ونجد أن الرائد الدكتور /سليم حسن  وعالم الأثار المصري مؤلف (موسوعه مصر القديمه )...يري أن هذه الموالد ما هي إلا إمتداد تاريخي ل إحتفالات القدماء المصريين بمولد الفراعنه و  الآلهة و التي كانت لهم كرامات أيضا...... كانت الموالد تضم المنشدين الدينيين و المرتلين و المغنيين و  العازفين والمطربين للتباهي ب سيره و ذكري هذا الولي أو القديس.....ولكن رويدا رويدا أصبح يضم المئات من العارضين والفنانين المبدعين.....فنجد الساحر  الذي يقوم بتقديم  عروضه المبهره الخادعه للبصر...فمنهم من يقوم بإخراج الأرنب من القبعه... وأخر يتظاهر بتقطيع مساعدته الحسناء إربا إربا أمام الجمهور دون أن يصيبها ضرر.. وهناك من يضع البيضه في فمه ثم يخرجها من جيب بدلته ..وهكذا العديد من الحيل والتلاعب والتأثير النفسي .و الوهم البصري ...هناك أيضا الحاوي أو الرفاعي وهو عاده من يقوم بالتعامل مع الثعابين أو جعلها ترقص علي أنغام الناي الراقصه....كما كان هناك مهنه (القرداتي) و هو من يقوم باستئناءس القرود و تدريبها  و المشاركه بعروضهم في الموالد للتربح عن طريق تدريب ميمون... (وهو عاده إسم القرد. ) بتقليد عجين الفلاحه أو نوم العازب أو إلقاء التحيه علي الجماهير أو الرقص علي أنغام الرق. وسط فرحه وسعاده وتعجب و تصفيق حاد من الجماهير   ثم يقوم ميمون  بعد إنتهاء العرض بالذهاب إليهم وجمع النقود داخل الرق....كنوع من التسول المقنع.....

كما كان هناك الأراجوز الذي كان يحاكي ويحادث الأطفال والكبار من وراء حجاب ل يقص عليهم  روايات وحكايات عن القيم والمبادئ والأخلاق و الأمانة....إلخ .. و ..

 يتباري العارضين  في إبهارهم و تفردهم لجذب أكبر نسبه حشد و ماره من أجل التربح المادي في نهايه هذه العروض......نجد نفس المدرسه في السيرك الجوال  في الغرب القديم في ما يسمي فقره العجائب أو freak show ....وهي فقره تعرض أشخاص ذوي عاهات جسديه أو مرض عضال كان وقتها لا يوجد تفسير لحالته نظرا لعدم وجود تفسير طبي علمي ....ك شخص طويل جدا او قصير جدا او ممتلئ جدا ...إلخ 

الان في الالفيه الثالثه نعيش هذا المولد برؤيه حديثه ومضمون مختلف يتماشى مع إحداثيات هذه الألفيه من تقدم تكنولوچي و إزدهار ذكاء إصطناعي علي وسائل التواصل الإجتماعي من منصات فيسبوك و إكس و إنستجرام و تيك توك .إلخ...نجد هذا المولد يعرض كل ما هو غريب وعجيب ومختلف و يتباري العارضين لإجتذاب المريدين و المتابعين للحصول علي أعلي نسبه مشاهده وبالتالي التربح المادي وجمع أعلي نسبه مرور...فمثلا علي سبيل المثال وليس الحصر نجد القطط والكلاب الناطقه والتي تقوم بنقض هذا الكائن الغريب (الإنسان) الذي يمتلكها وسرد سلوكياته الغريبه...الكوميديه...أو نجد هذا الكائن المسخ المشوه الذي يمتلك كل مظاهر الرجوله الخارجيه من شارب ولحيه ولكنه يستعرض أنوثته الوهميه بإرتداء ملابس انثويه وإستعراضها أمام المتابعين بطريقه إستفزازيه دون تحديد هويته الفعليه ....كما نجد من يقوم  ب افتعال أحداث مفبركه من أحداث و مشاجرات أمام الكاميرات لإحداث جلبه وتفاعل مصطنع بغرض التربح المادي....هناك من يقوم بتعريض حياته للخطر والمغامره بالقفز من أعلي قمه من قمم الجبال أو برج إيڤل أو هرم خوفو ...إلخ

كما نجد نوع اخر يقوم بالمنافسة علي تناول أكبر كميه من الطعام أمام الكاميرات دون توقف ....أو التعليق علي تصريح أو فعل قام به أحد المشاهير ...أو الغناء بنشاذ او الرقص بطريقه غريبه او الإتيان بحركات غير عاديه و التفوه بألفاظ نابيه مسيئه للفت الإنتباه......

أصبح إبراز كل ما هو  قبيح غريب  ضد الطبيعه و  تافه هو مصدر لجذب الإنتباه و الترويج له ... ف تبدل ميزان الحق والخير والجمال .. أصبح كل ما هو قبيح و مقزز في القمه وكل ما هو مميز وجميل ومبدع في القاع ...هذا هو ما وصلت إليه البشريه بعد ثوره  تكنولوچيا المعلومات  و البرمجيات .  فالإنسان يعود إلي عصور الغاب المظلمه الذي أصبح شغله الشاغل الوحيد هو اصطياد فريسته لكي تكفي جوعه وتضمن استمراريته وبقائه....أصبح إنسان الألفيه الثالثه يمجد الماده  و يحتقر المبادئ...يهلل للباطل ونفوذه وقوته....و يسخر من الحق و سكينته...هو من يبرر الوسيله للوصول إلي الغايه...

أصبح الإنسان كالساحر الذي رأيته يوما من الأيام في أحد الافلام القديمه حيث يقف علي المسرح ويستعين بمساعدته الفاتنه ...يحمل مصباح كهربائي دون توصيله  بأسلاك كهربائيه أو أي مصدر لتوليد الكهرباء  فيضع المصباح علي شعر مساعدته ف يضئ المصباح  فيهلل الساحر للجمهور (علي شعرها تنور) ثم يقوم بوضع المصباح علي وجهها فيقوم بالإناره فإذا بالساحر   قائلا بإنتصار ( علي وجهها تنور ) وسط إندهاش وتعجب الحشود من الجماهير الجاهله المغيبه....وهكذا يمرر المصباح علي كامل جسدها فيضئ...ثم ينادي  (قرب قرب قرب وإتفرج ....علي كتفها تنور  علي رجلها تنور ...علي صدرها تنور ...علي كل حته تنور .....)....و عجبي ...........هئ.

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة