كتب / أشرف بدر
كنت في مول مصر وحاجز سينما وفاضل حوالي ربع ساعة على الفيلم وداخل القاعة بتاعته ..لقيت شاب داخل من برا شايل بنت كبيرة في العشرينات على ايده .. وداخل بيها القاعة كل اللي واققين قعدوا يتريقوا .. إيه المحن ده .. يا بطل .. إيه البطة اللي إنت شايلها دي .. وضحك وتريقة وهزار .. الشاب وقف لثواني كأنه عاوز يتخانق والبنت قعدت تقوله خلاص كبر دماغك .. سيبك منهم .. هما ميعرفوش .. خلاص يا حبيبي بقى والنبي
الولد دخل القاعة وانا شايفه قعدها على كرسي وخرج .. وجه لواحد من اللي كانوا بيشتموا .. قاله إنت عارف مين دي .. دي مراتي .. وانا شايلها عشان هي مبتتحركش والكرسي بتاعها إتكسر تحت .. وكانت عاوزة تروح البيت لكن قلتلها والله لتدخلي السينما وتتفسحي .. عشان ييجي عيل زيك يكسر نفسها ويتريق عليها
الولد بص في الأرض والصراحة قاله أنا آسف متزعلش مني .. قاله أنا مش زعلان ..وأنا فخور بنفسي وبحبها .. وهعيش حياتي كلها شايلها على إيدي زي ما شالتني كتير أوي .. وقتها إتدخل واحد من اللي كانوا واقفين وقاله : أنا شايفك شايلها من ربع ساعة وبتفرجها على المحلات .. وبصراحة كنت سئ الظن زيهم ..لأن مجاش في بالي إن حد ممكن يتحمل العبء ده .. انه يشيل واحدة ويلف بيها لأنها مبتقدرش تتحرك .. يا أخي إنت أحرجتنا كلنا
رد عليه وهو يكاد يبكي : ومين قالك إنها عبء .. انا وهي عملنا حادثة وده كان سبب في اللي هي فيه .. قبلها بنت الأصول دي كانت معايا على المرة قبل الحلوة .. بتحبني حب ملوش حدود .. لا عمرها اشتكت ولا ملت .. آجي أنا في الآخر أرميها ولا أتكسف منها .. أبدا ميحصلش .. انا مبسوط باللي بعمله وبسدد دين عليا.. طب والله من عون ربنا وانا شايلها مكنتش حاسس وكانت خفيفة جدا .. عشان ربك بيعين طالما بحبها كل شئ يهون .. ومش هيفرقنا إلا الموت
ودخل وسابنا كلنا في حالة ذهول .. إيه الوفاء ده ..إيه يا أخي ده .. شايل مراته وبيلف بيها المول عشان كرسيها إتكسر .. وعشان ميكسرش نفسها ولا يحرمها من السينما والخروجة.. موقف من أعظم المواقف اللي عشتها في حياتي ..اللي بيحب بجد وبيخلص في حبه بتبقى المشقة في الحب راحة .. والتعب نعيم .. وذرة العرق اللي بتنزل في سبيل إسعاد اللي بيحبه بتكون مطر يروي روحه .. لا عمره بيحس بزهق ولا ملل .. كل ابتسامة بتخرج بسببه بتعينه على الدنيا .. وكل وجع حس بيه بيكون جنة وهو واحد من سكانها .. الحب بيخدره ويلهيه عن أي ألم .. مش عايش غير عشان اللي بيحبه ..وكل اللي بيعمله بيكون عشانه وله .. لكن للأسف الناس أوقات مبتسيبش حد في حاله .. بتحكم على الناس بالظاهر .. وفي الموقف ده حكموا من أول دقيقة بالزور .. لكنهم فوجئوا إنهم قدام بطل .. بطل حقيقي خلاهم كلهم قد عقلة الصباع .
فيه حوالينا شخصيات كتيرة مثل هذا النموذج الطيب ولا يشعر بهم من حولهم
. لو كل واحد فينا يخليه في حاله
ويسيب الخلق للخالق ..
لا حد نفسه هتنكسر ولا روحه المعنوية هتهبط
إرسال تعليق