حوار : الاعلامية بيان مقبل
في الحقيقة لم يسعفني الوقت في هذا الشهر الكريم متابعة الأعمال التي قدمتها الدراما السورية ، ولكن من خلال متابعتي لحلقات معدودة من بعض الأعمال
أستطيع أن أقول بأنها استطاعت أن تجذب الجمهور العربي عامة والجمهور السوري خاصة بشكل كبير ، وذلك بسبب التطورات الدرامية والتحولات العميقة في شخصيات أبطال هذه الأعمال ذات الرُّقي الابداعي ، اللذين قاموا بتأديتها ببراعة .
ومن وجهة نظري المتواضعة قدمت الدراما السورية هذا العام آداءًا استثنائياً للفنانين السوريين اللذين أظهروا من خلالها امكانياتهم التمثيلية التي أوصفها بالطاغية ، فقد استطاعوا أن يعبروا عن مشاعرهم وأحاسيسهم وشخصياتهم بعمق كبير ، مما يجعلهم يستمرون في إضافة أبعاد جديدة وخاصة في أعمالهم .
الانتاج الضخم والسيناريو المحكم إلى جانب هؤلاء النجوم المتقن ، جعلت من هذه الأعمال الدرامية محطات تحاكي الواقع بأسلوب درامي مبدع ، وقد ساهمت أيضاً في ترسيخ مكانة هذه الأعمال كأهم أعمال في الدراما السورية لهذا الموسم .
بالإضافة إلى ذلك يعد التطور الدرامي الذي شهدته هذه الأعمال ذات الابداع اللامتناهي ، دليلاً على الجهد المبذول الذي قام بها أبطالها في إظهار أبعاد شخصياتهم والعمل على تعميقها ، مما جعل المشاهد يتعلق في هذه الشخصيات ويتابعها بشغف مستمر على مدار ٣٠ حلقة متواصلة .
أود أن أقول ، بأنني أؤمن بقدرات الفنان السوري على منح العمل وإعطاء الشخصيات حقها في الظهور والوصول للمتلقي ، ويستقر فيما بعد بنسج نتائج جميلة ومرضية لمشاهديه .
و للحديث أكثر عن تفاصيل الدراما السورية الرمضانية لسنة ٢٠٢٤ كان لي هذا الحوار مع المخرج السوري سوار داوود .. أستاذ سوار أهلاً بك ..
أهلاً بكِ سيدتي
في البداية أستاذ سوار نود في البداية أن نتحدث عن الأعمال التي عُرضت في شهر رمضان المبارك هل هي برأيك أعمال جديرة بالمتابعة كما ينبغي وكما تعودنا عليها ؟
في الحقيقة لم تجذبني الكثير من الأعمال لمشاهدتها ، ولكن أرى بأن مسلسل العربجي للزميل المخرج سيف الدين سبيعي، ومسلسل أولاد بديعة للزميلة رشا شربتجي، أيضاً مسلسل التاج للزميل المخرج سامر البرقاوي ، هذه الأعمال لاقت صدى كبيراً جداً ، وأخذت جماهيرية واسعة أيضاً ، وروعة هذه الأعمال في وجود كوكبة من نجوم الدراما السورية .
لو تحدثنا قليلاً عن بعض الوجوه الجديدة والشابة التي رأيناها ببعض الأعمال السورية في رمضان المبارك ، والتي أثبتت أيضاً انها قادرة على آداء الأدوار باتقان رغم أن هذه الوجوه جديدة على الساحة الدرامية ، هل وجودهم كانت حركة نوعية وضرورية ، أم أن الدراما السورية في الفترة الحالية ستكتفي بنجومها اللي اعتدنا عليهم ؟
في الواقع آراها خطوة جميلة لإعطاء هذه الوجوه الفرصة للتواجد في هذه الساحة الفنية العريقة، ولكن بالطبع لا نستطيع أن نقارن وجودهم بوجود النجوم الكبار اللذين اعتدنا عليهم، فهم التاريخ بمعنى الكلمة، و للوجوه الجديدة دوراً مهماً في الدراما السورية، لأنها تتطلب ذلك ، ولكن الأولوية يجب أن تكون لنجومها المخضرمين الذين كانو سبباً لنهضة الدراما السورية في بداياتها إلى يومنا هذا ، ونحن اليوم نسير في نهج طريقهم و فكرهم، وعلى المخرج أن يفضل النجوم المخضرمين عن الوجوه الجديدة بكل تأكيد .
هناك الكثير من الأعمال الدرامية ، تواجدت فيها كوكبة من النجوم يسعون طوال الوقت لخدمة العمل وخدمة بعضهم البعض ، من وجهة نظرك كمخرج ، إلى أي درجة تعطي هذه الميزة أهمية للعمل السوري وتضيف قيمة له ؟
بالفعل تعطيها أهمية كبيرة جداً ، العمل الناجح ليس شخصاً، بل هو كتلة من الفنانين يسعون لإنجاز عملاً بصورة جيدة ، وهذه الميزة هي التي تصنع النجاح ، فتبدأ من المخرج الى البوفيه إلى كل كادراً له عملا يسعى به بكل جدارته لنجاح العمل .
تابعنا أعمالاً هذا العام ، أغلبها أعمالاً تحاكي الواقع وتعكس روح الواقع بطريقة معينة وخاصة ، هل نعتبر بن الواقع اضافة قيّمة للدراما السورية ، أم يجب على الدراما أن تعطينا ما هو أبعد من الواقع ونبحث من خلاله عن عالم جديد بعيد عن الواقع ؟
في الحقيقة سؤالكِ هذا مهماً جداً ، بعض الأعمال لا نعتبرها واقعنا ، فربما تكون من خيال الكاتب نفسه ، فالأغلبية ترى بأن بعض الأعمال عرضها إساءة لمجمعنا وهذا التفكير لا صحة له ابداً ، أما إذا كان من خيال الكاتب وشعر بأنه عليه بأن يوجه فكرة للمشاهد ، عليه أن يفعل ذلك ، ولكن ليس بصورة جريئة أو مسيئة ، والفن ليس تمثيلاً و صورة تُنتقل فحسب ، بل هو رسالة أخلاقية في المقام الأول .
من خلال الأعمال التي تتابعها او من خلال الآراء اللي تسمعها عن الأعمال السورية ، أين نجحت الدراما السورية وأين أخفقت ؟
الدراما السورية مستمرة و نجحت منذ البداية، وتشهد ساحة الدراما العربية على ما قدمته الدراما السورية و أعمالها المهمة جداً ، التي حفرت بصمة كبيرة في ذهن المتلقيين ولا نهاية لها ، لا أنكر بالطبع بأننا واجهنا بعضاً من المعاناة الإنتاجية و التمويلية ، و صعوبات الحرب و تأثيرها، ولكن الدراما السورية لم تخفق ابداً ، ونحن كمجتمع فني سوري نسعى ونعمل لتقويتها أكثر فأكثر ، ونسعى أيضاً لزيادة نجاحها ، واستمرارها إلى يومنا هذا منذ مئات السنين بحد ذاته نجاح وتميز .
كلمة اخيرة تحب أن توجهها للمخرجين كونك مخرج ، وللجمهور العربي الذي يتابع الدراما السورية بشكل عام والدراما السورية الرمضانية بشكل خاص ؟
كلنا علينا أن نعمل و نسعى ونقدم جهدنا لأجل بلدنا ولأجل استمرارية الدراما السورية، وأتمنى التوفيق لزملائي المخرجين ، واستمرارهم في مساهمة نجاح درامانا السورية ، و نتمنى المزيد و الأفضل و الأجمل ،
وأشكر لجمهور العربي لإيمانه الخالص بما نقدمه ، كما أشكر مخرجينا و مؤلفينا و فنانينا الذين زرعوا محبة الدراما السورية في قلوب من يتابعها .
وأتقدم بالشكر لكِ أستاذة بيان على هذا الحوار الشيّق ، وكل الحب للمملكة الأردنية الهاشمية مع أطيب التحيات .
إرسال تعليق