كتبت رانيا عبده :
استهل محاور برنامج "الإمام الطيب "لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين رمضان 1445هجرية 2024ميلادية فى حلقته السابعة
،بتلاوته للآية103من سورة الأنعام بالقرآن الكريم
قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} فى الحلقة السابعة للبرنامج ،ثم قال متسائلاً لفضيلة الإمام اسم اللطيف اسم من أسماء الله الحسنى ورد ذكره 7 مرات ماذا يعني؟
فأجاب فضيلته عليه السؤال قائلا :
اللطيف يطلق على الشئ الخفى الذى لاتراه الأبصار أو تبحث عنه بحثاً عميقاً حتى يرى يسمى هذا الشئ اللطيف كما يطلق أيضاً اللطيف على الشئ الخفى الدقيق جداً حتى فى مجال العلوم الذرة ..... إلخ.
هذه أجسام لطيفه ، كما أن هذا الوصف يتناول لمعانى الأجسام عندنا التقسيم المشهور بين الماديات والروحانيات وبين اللفظ والمعنى فالجسم هو الذي يمكن أن تراه وتلمسه أما الأفكار موجودات والشعور من حب وكره وصفات ذميمة .
ثم قام فضيلته بتوضيح مظاهر اللطف الإلهي وضرب لنا مثلاً على هذه المظاهر الدقيقة إخراجُ النقيض من نقيضه،. وأكد قائلا أن هذا من مظاهر اللطف الإلهى الرائعة والدقيقة جداً ، وأن ما ينبه إليه العلماء أن العقل لايستسيغ أو يقبل هذا بسهولة ،وأن هذا فى العقل الإنساني مستبعد تماماً على مستوى التجربة والحس!!!!!!
فلا أحد يستطيع أن يخرج من الماء نار مثلاً إلا بإذنه
لكنه سبحانه وتعالي قادر على فعل ذلك إنه يقل للشئ كن فيكون .
وذكر لنا الله جل علاه فى محكم كتابه الكريم فى سورة يسن الآية 80 فى قوله تعالى
"الذى جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منها توقدون "
نفس الشجر الأخضر إذا أشعلنا فيه النار يكون غير قابل للإشعال ولكن إذا انتظرنا وتركناه ثلاثة أو أربعة أيام فى الشمس صار هو الذى يساعد على إشعال النار .
فالعقل لايقبل بسهولة أن يلد النقيض من نقيضه بل بالعكس عندنا في المنطق كما تعلمنا "النقيضان "هما اللذان لا يجتمعان ، ولكن الله سبحانه وتعالى يجمعهم بقدرته ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك.
وأسترسل فضيلته قائلا ضرب لنا العلماء مثل على إخراج الله للنقيض من نقيضه "إخراج اللبن من بين فَرْثٍ ودمٍ خالصًا سائغًا للشَّاربين.".
"وتمثل ذلك في قوله تعالى فى الآية 66من سورة النحل
"وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ"
حيث يخرج لنا سبحانه وتعالى اللبن من بين الدم الذى هو مكروه بالنسبة للإنسان والفرث الذى هو عبارة عن الطعام المهضوم بعد هضمه بالأمعاء وهو كريهة للإنسان ولا يستطيع أن يصبر للنظر إليه فمن بين هذين المكروهين كراهية شديدة من الإنسان يخرج لبن خالص سائغ للشاربين جميل ويتلذذون من طعمه ورائحته ويسير منه غذاء للأطفال والكبار فقد كان العربى يستغني عن كل أنواع الطعام والشراب باللبن وختم فضيلته قائلا هذا لطفا من الطاف الله سبحانه وتعالى تعلق بأمر خفى كيف خرج هذا من ذاك !!!!!!!
ثم أسترسل المحاور متسائلاً: مولانا أنا عندى شوق كبير أن أسمع قصة من حياة حضرتك الشخصية عن لطف الله سبحانه وتعالى كيف لمست هذا اللطف فى حياتك الشخصية ؟
فرد فضيلته وأقسم قائلا: والله ياسيدى استطيع أن أقول إن معظم حياتى لطفا من الله ، وألطاف كثيرة من الله يفوق ذكرها .كل الواحد مايتذكرها فى أمور كثير كان الواحد يجرى ولاتتحقق ويحزن وبعد ذلك يحمد ربنا إنه عفا منها فعلاً ثم ذكر قوله تعالى
﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
إرسال تعليق