كتبت / حنان فوزي عبد الحافظ
قرأت عنوان المقال؟!! هذا جيد لا تحاول ادعاء الذكاء. ها أنا اقولها صريحة. بالتأكيد العنوان مقتبس من الكتاب الأشهر (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) ماذا؟ هل أفقدك هذا إحساس أنك قبضت علي متلبسًا بالجرم المشهود! عذرا ليس هذه المرة.. ربما مستقبلًا عندما أكون أكثر خبثا.. ربما!
في الكتاب ذي العنوان الشهير يتحدث جون جراي عن علاقته بزوجته واختلاف طريقة تفكير ومشاعر وردود أفعال الرجل عن المرأة، وكيف أن كليهما يحتاج أن يفهم ما يريده الآخر لا ما يحتاجه هو لو كان في موضعه. كتاب رائع بالمناسبة إذا كنت لم تقرأه بعد فأضفه لقائمة قراءاتك فورًا.
و أنا أقرأ الكتاب وحديث الكاتب عن مدى تباين طبيعة الجنسين وأن هذا سبب الشقاق، راحت تتعاظم بداخلي نظرية عجيبة بعض الشئ؛ ناتجة عن مشاهداتي الشخصية في حياتي و حياة صديقات وأصدقاء.
بالفعل الرجال من المريخ ولكنهم يبحثون عن امرأة من الزُهرة. لو وجد أحدهم امرأة مريخية مثله سيفر منها هاربًا أو يعانيان شقاقًا أعظم بكثير.
لا تصدقني!! مفهوم. لكن دعني أسوق إليك بعض المواقف الصغيرة التي قد تغير من رأيك- أو لا تفعل- على الأقل ستتفهم من أين جئت بنظريتي.
في العالم كله يتحسر الرجال على جهل أغلب النساء المُطبق بكرة القدم. في الماضي حيث عصر التلفاز الواحد ذو الحجم المعتبر والذي يحتل موقعا ذو قدسية في المنزل وتجتمع الاسرة كلها حوله، - قبل حُمى الشاشات الحالية-
كان شجار مسلسل السابعة أم المباراة معركة دائرة في كل منزل، يحاول هو إقناعها بأنها مباراة الأهلي والزمالك المصيرية في نهائي الكأس، بينما تُصر هي أن الخائن الغدار قد تزوج على زوجته بحلقة الأمس وعليها أن تعرف هل ستقتله بالسُم أم السكين؟!!!
غالبا ما تنتهي المعركة بنزول الرجل لمشاهدة المباراة على المقهى أو مع أحد اصدقائه العزاب.
الآن تعالي معي إلى غرفة الجلوس بمنزلي حيث أتربع على الأريكة الركنية الواسعة وعيناي معلقتان بالشاشة الكبيرة لأهُب واقفه فجأة صارخة بمحمد الشناوي أن يحترس من مهاجم الخصم. ثم أزفر وأنا أعود لموضعي هاتفه برضا:
- الله عليك يا شنو.
هنا ألتفت لألمح النظرات المُتعحبة لزوجي -الذي يشاهد المباراة معي- وهو يتساءل بخبث:
- الشارع اللي جنبنا معرفش أنك بتشجعي لسه؟!
قالها ساخرا ولسان حاله يتحسر على حظه العاثر!. لماذا وحده دون كل رفاقه يتزوج امرأة تتابع كرة القدم؟!! لماذا لا يمكنه أن يشكو منها ويتحدث عن كونها لا تعرف الفارق بين الرمية الركنية ورمية التماس؟! والأدهى أنها تعرف معنى التسلل و يمكنها تمييزه! و الأكثر كارثية أنها لا تتابع المسلسلات التركية ولا تجلس باكية أمام سلسال الدم؟
إنه ببساطه يبحث عن امرأة الزُهرة !!
لي صديقة يشكو زوجها دائما من هدوءها وسلامها!!! لا تشكو لا (تزن) ولا تثير النكد.. باختصار لا تفعل شيئا مما تفعله كل النساء ويشكو منه كل الرجال!!
لا يكف عن الشكوى حتى ملت الشجار وهو يهتف بها:
- ليه مبتطلبيش نخرج سوا؟! ليه مبتتخانقيش عشان السفر و الفسح زي كل الستات؟! عادي عندك انزل مع أصحابي؟! انت هتفضلي ساكته على طول؟! هو أنا متجوز جثه؟!
رجل آخر يبحث عن سيدة الزُهرة!!
يمكنني أن أتابع مطولا لكني سأكتفي بحالة واحدة إضافية. يجلس كليهما بالسيارة التي تسير بسرعة المائة وعشرين كيلو مترًا في الساعة فلا تتوقف هي عن النظر إلى عداد السرعة ومطالبته بالإسراع .مائة وعشرون لا تكفي ! لماذا ليس مائة و ستون أو حتى مئتين! يحاول هو إقناعها أن هذا خطر بينما يسبح عقله بعيدا لأيام جلوسه طفلًا في المقعد الخلفي مستمعا لصوت والدته تتوعد والده تارة وترجوه أخرى مطالبة إياه بتخفيف السرعة لأنها على شفى أزمة قلبيه بينما عداد السرعة بالسيارة القديمة يتخطى الثمانين بالكاد.
تذكر هذا والشك يغزو قلبه وهو يتمعن في ملامح زوجته بنظرة جانبية متسائلا : هل يمكن أن تكون إحدى حالات كليفنتر؟! وهناك كروموزمY مختبئا تحت هذا المحيي الرقيق- رغم عدم علمية هذا الفرض بخاصه مع الطفلين بالمقعد الخلفي-
كان ببساطه يبحث عن امرأة الزُهرة التي نشأ وتربى عليها و عندما تزوج تسلح بكل عبارات السخرية والمُزاح المتعلقة بها، كان لديه رصيد ضخم واستعداد كامل. لكن لحسرته حرمته زوجته -مريخية الميول- من متعة استخدامها.
أعرف جيدا ما يدور بذهنك.. نعم مقال جديد لأنثى ترى الذكر هو سبب كل الموبقات بل ربما كان هو من (أكل الجبنة).
الحقيقة أنك تسرعت في الحكم مرة أخرى. فنظريتي تسير على الجانبين. المرأة أيضا كائن زهروي يبحث عن رجل من المريخ يواكب توقعاتها وما جُبلت عليه......
ولكن لهذا حديث آخر..
إرسال تعليق